حقيقة ادعاء محاربة الإمارات للإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يفتأ دعاة التحزب والمخدوعون بهم، عن تشويه الحقائق الناصعة للدين، والشحن ضد بلدان المسلمين، لإرواء عواطفهم المنفلتة، وأهدافهم المخالفة للشريعة..

والانتصار الأعمى للتيارات الفكرية المنحرفة، التي ابتُليت بالتكفير والتحريض والتطرف، حتى وقعوا في مزالق خطرة، فأصبح في نظرهم كلُّ من يخالفهم في مفاهيمهم الخطأ وتنظيماتهم المخرِّبة، عدوّاً للإسلام والمسلمين، وأصبح في مقاييسهم المقلوبة، من يدعو إلى لمِّ الشمل واجتماع الكلمة حول ولي الأمر..

ونبذ أسباب التفرق والاختلاف، خائناً ومداهناً ومعادياً للإسلام، وصار من يوافقهم في تفريق الكلمة والتحريض على بلاد المسلمين وسلوك المنهج الأعوج في أبواب الإنكار والتغيير، هو المنافح عن الإسلام الغيور عليه، فميزان محاربة الإسلام عندهم هو في مخالفة أفكارهم وتنظيماتهم، وميزان الدفاع عن الدين عندهم هو في موافقتهم على طرائقهم العوجاء، التي أساءت إلى الدين وإلى المسلمين، لا يرضون من أحد إلا بالتماشي مع أفكارهم المتطرفة، فأي حزبية وتعصب وتطرف بعد هذا؟!

ومن دعاوى هؤلاء المنفلتين المتعصبين لأفكارهم المغلوطة، ادعاؤهم أن دولة الإمارات تحارب الإسلام، وأنها تشن معركة ضد الدعاة إلى الله، وأنها ضد الدين، في جملةٍ من الافتراءات والأكاذيب، لا لشيء إلا وفقاً لسياستهم الظالمة الجائرة برمي كل من يتصدى لأفكارهم السوداء، التي لا تمت إلى الدين الحنيف بصلة، بالافتراءات والشتائم.

وليس هذا ديدنهم مع الدول الإسلامية فقط، بل حتى مع علماء الأمة، فتراهم يرمون العلماء الصادقين الناصحين بالتهم الشنيعة، فيتهمونهم بأنهم عملاء خائنون فاسدون، ضمن قاموس عريض من السباب والشتائم والافتراءات، بل وصل الأمر ببعضهم إلى التكفير الصريح لأهل العلم، ووصل الأمر بآخرين إلى التكفير المبطَّن لهم، وهكذا يفعلون مع كل من يخالفهم ويتصدى لجناياتهم على الدين، سواء كان مخالفهم من الحكام أو العلماء أو من عموم أفراد المجتمع..

فإنهم لا يتورعون عن الحكم عليهم بالكفر، والفسوق، والقدح في عقائدهم، وبواطنهم، ورميهم بالإفك والبهتان، تماشياً مع أفكار سيد قطب، وغيره من الذين يعتبرون تنظيمهم طلائع العصبة المسلمة، وأن من عداهم من المسلمين ليسوا سوى مارقين خارجين من الدين، ومحاربين للإسلام.

فالفكر الفاسد الذي غرق فيه هؤلاء، يجعلهم لا يرون إلا بمنظار أهوائهم، ولو كان مخالفاً للواقع المشاهد المعلوم، فيقعون في السفسطة، وإنكار الحقائق؛ لأنهم لا يريدون إلا ذلك، ولا ينطلقون إلا من منظار أحقادهم، وتصوراتهم الخطأ، فأين هؤلاء الأفَّاكون مما تزخر به دولة الإمارات، بحمد الله وتوفيقه، من مشاريع العناية بتحفيظ القرآن الكريم، وتكريم أهله، والاحتفاء بحفظته، وإنفاق الأموال والجهود في هذه الأعمال الجليلة، والقربات العظيمة، خدمةً لكتاب الله، تعالى، ونشراً لتعاليمه؟!

فأين هم من مشروع الشيخ زايد لتحفيظ القرآن، ومن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وجائزة المعلا للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية، وجائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، وجائزة الشارقة للقرآن الكريم، والسنة النبوية، والمراكز والحلقات القرآنية، التي تنتشر، بحمد الله، في مختلف مناطق الدولة، وتحظى برعاية وعناية ودعم من القيادة الحكيمة؟!

وأين هؤلاء من استضافة الدولة للعلماء والدعاة؟! فأين هم من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة في رمضان، وملتقى قناة القصباء في الشارقة؟! وأين هم من استضافة ولاة الأمور لكبار علماء الأمة الإسلامية، كما كان في الأيام القريبة من استضافة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة، للدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ضيف شرف جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم في دورتها الرابعة عشرة،..

وترحيبه به وتأكيد سموه المكانة الرفيعة للعلماء، وعظم دورهم في توجيه الأمة للوحدة، ولم الشمل ونبذ الفرقة والاختلاف، من خلال التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم؟! وأين أولئك الطاعنون مما تزخر به الدولة، بحمد الله، من محاضرات ودروس ونشر للعلم الشرعي، وإقبال أبناء المجتمع عليها والحفاوة بها؟!

وأين هم من عناية الدولة بمساعدة المسلمين في كل مكان، من خلال عشرات جمعيات العمل الخيري، ومشاريع التبرعات؟! وأين هم من سائر جهود الدولة في خدمة الإسلام والمسلمين؟!

ألا يملك هؤلاء الطاعنون ذرة من إنصاف، وذرة من الفقه، الذي يرون به الأمور على حقائقها؟! ولكن: "إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

 

Email