الإمارات وقطر.. وضوح الرؤى ورسوخ العلاقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد نموذج ناجح لانتقال هادئ لمقاليد السلطة، وتولي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في دولة قطر الشقيقة، تتواصل بين البلدين والشعبين مسيرة العلاقات الأخوية الثنائية البناءة، التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والممتدة عبر التاريخ، مسجلة نموذجاً عربياً وخليجياً فريداً للنمو والتطور، وترسيخ الدعم الخليجي المتكامل لمسيرة التعاون على جميع المستويات.

وهي مسيرة عمرها بلا شك بعمر الدماء الأخوية المشتركة بين الشعبين، وعمق العلاقات الصادقة بينهما ووضوح الرؤية في شتى المجالات، وفي الحضور العالمي والمساهمة الفاعلة في شتى الملفات الإقليمية والعربية والعالمية.

 إن مسيرة التعاضد والحرص الإماراتي على متانة ورسوخ العلاقات مع دولة قطر، حظيا على الدوام بمباركة ودعم واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي ينظر إلى الأشقاء العرب، والخليجيين على وجه الخصوص، باعتبارهم دعائم الحضور الإقليمي والعالمي، وعضد التعاون الأخوي القادر على فتح آفاق التنمية أمام الجميع، والكفيل بأن يقدم أرقى مستويات المعيشة للدول والشعوب الشقيقة، بما يرقى بتطلعات الجميع ويخدم تنمية الجميع.

وبنظرة سريعة إلى ملف التعاون الإماراتي القطري، نلحظ الاهتمام الكبير الذي توليه القيادتان في البلدين لتجسير المسافات بين الدولتين والشعبين، عبر اختلاط وتمازج الاستثمارات وصناعة النجاح بأيادٍ متكاتفة وبناء المستقبل بجهود مشتركة، تعرف للأخ مكانته وحقه، وتصون للشقيق رغبته في الحضور والتطور والبناء، في مظلة صافية من التعامل والبناء، ترجمت بالعديد من الاتفاقيات والتعاقدات والمشاركات الاقتصادية والسياسية والتربوية، وفي مجال الصناعة والطاقة والتجارة والثقافة والفنون، والتعليم العالي والبحث العلمي، وغيرها من آفاق التعاون.

فعلى الجانب السياسي والرؤية الاستراتيجية لكثير من الملفات العربية والإقليمية، سعى الجانبان للتنسيق في كثير من المواقف، ما أثمر رقياً في العلاقات ووضوحاً في النظر إلى القضايا من زاوية التعاون والبناء الخليجي المتماسك، الذي أتى حصيلة تعاون ممتد بين القيادتين في الإمارات وقطر.

وعلى الجانب الاقتصادي يبرز على الواجهة الكثير من المشاريع الاستثمارية الناجحة بين البلدين، لعل أهمها مشروع «دولفين للطاقة» لمعالجة الغاز، الذي يعد من أهم المشروعات الإقليمية الاستثمارية في قطاع صناعة النفط والغاز، حيث تجاوز حجم الاستثمار فيه 4.8 مليارات دولار أميركي، ما يجعله أضخم مبادرة خليجية في المنطقة، ويعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، كما تعد الإمارات من أهم بلدان المنشأ لواردات قطر، بعد الولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان، كما ارتفع حجم التبادل التجاري مع قطر عبر دبي إلى 9 مليارات درهم خلال 2012، مقابل 6 مليارات في عام 2011 بنمو 50%، فيما سجلت الصادرات نموا تجاوز 31%.

وعلى صعيد تقارب المنطلقات التنموية والحضارية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والنظر إلى تمكين المرأة، الذي تحرص الإمارات على تفعيله وإنجاحه وبلوغ الذروة فيه، وأثبتت في ذلك نجاحاً شهد لها به الكثير من المنظمات والهيئات العالمية، يبرز كذلك الدور الكبير الذي تقوم به الشيخة موزة بنت ناصر، زوجة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووالدة أمير البلاد الشيخ تميم، التي تعد أحد رموز حقوق المرأة في العالم العربي، والتي ترى أنه للنهوض بدور المرأة في المنطقة يجب أن ننهض بدور الأسرة بصورة عامة، ويجب أن يتعلم الرجل والطفل، وأن يتعلم حق وحقوق ومسؤوليات الآخرين؛ وبالتالي ستكون ثقافة مجتمعية عامة، وتقول: «لا نستطيع أن نركز على عنصر واحد ونترك العناصر الأخرى، يجب علينا أن نتكلم عن الأسرة ككتلة كاملة متكاملة، إذا استطعنا أن نطور الأسرة الخليجية فأتصور أنه وبشكل أوتوماتيكي سيتغير دور المرأة، ودور الإنسان الخليجي بصورة عامة سيتغير كذلك».

هذه النظرة المشتركة تؤكد التقارب في الطموحات والآمال بين البلدين والقيادتين والشعبين، في فهم منطلقات التنمية الحضارية، وفي تقديم الصورة اللائقة بالتعاون الخليجي البناء، الكفيل بتقديم أجلى الصور عن الحضور الإقليمي الجاد لدول الخليج العربية، والقدوة على العمل المشترك، بما يخدم مصالح ونهضة البلدين.

Email