اثنا عشر عاماً من الارتقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحق لنـا أن نفتخـر بمنتدى الإعلام العربي، وبجائزة الصحافة العربية، فنحن نشهد هنا في دبي كيف استطاعت نخبـة من الشابات والشبان الإماراتيين، أن يصنعوا حدثاً فريداً على المستوى العربي، وحتى العالمي.

. وكيف أصبح هذا التجمع السنوي هـو الأول والأكبر والأهم والأكثر ارتباطاً بالإعلاميين العرب.. ونرى سنوياً حرص رموز الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية على الحضور، سواء كانوا ضيوفاً مدعوين من إدارة المنتدى أو مبادرين بأنفسهم على المشاركة.. ونرى التسابق على تسهيل كل الإجراءات بين المتطوعات والمتطوعين، الذين يخالهم من وقف أمامهـم بأنهـم أصحاب خبرة ومتمرسون في هذا العمل منذ سنين.

اثنا عشر عاماً والمنتدى يرتقي، ولا يقبل بغير المركز الأول، حضوراً ومشاركة وعناوين للجلسات، وحرية المناقشة وإبداء الرأي، وهذه دلالة واضحة على رد الجميل من الذين حملوا الأمانة ووثقت بهم القيادة. وكلنا نعرف أن صاحب فكرة هذا التجمع السنوي الفريد، لا يقبل بالمركز الثاني لأنه مثل المركز الأخير.

ولهذا كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حريصاً على حضور المنتدى وتسليم الجوائز منذ الدورة الأولى وحتى هذه الدورة، وفي كل سنة يؤكد، رعاه الله، خلال لقائه الجانبي بقادة الرأي العربي، حرصه على أن يكون المنتدى مناسبة لتبادل الأفكار والآراء، "كيف نعرف الرأي الآخر إذا لم نسمح لصاحبه أن يطرحه؟".. هكذا لخص سموه دور المنتدى، بعبارة قليلة الكلمات، ولكنها تحمل سمة التميز التي قد تغيب عن البعض.

كان الزحام شديداً، أمام القاعة الرئيسية وفي جوانب "غراند حياة"، ولم يتأفف أحد، رغم أن الإعلاميين نقاد بطبيعتهم، ولكنهم كانوا سعداء لأنهم يرون ذلك الحشد.. ففي الافتتاح اقترب عدد الحضور من الثلاثة آلاف، وفي إحدى الجلسات عاد المئات إلى بيوتهم بعد أن أقفلت الأبواب.

وفي الختام وقف البعض خلف الصفوف الأخيرة، ويسألني أحدهم "هل تعيروننا بعضاً من جمهوركم؟"، ويضحك من بعض النسخ الهزيلة التي تحـاول أن تكون بمستوى منتدى الإعلام العربي في دبي، بينما الآخر يهمس في أذني، وكأنه ينقل إلي كلاماً خطيراً، ويتساءل "كيف استطاعت المرأة الإماراتية أن تدير حدثاً مثل هذا؟".

إنها الخلطة السرية التي امتزجت بدماء شعب الإمارات، والتي وصفها زايد وراشد رحمهما الله، وخليفة ومحمد حفظهما الله، لم يؤزم الوطن، ولم يعطل نصف طاقته.. حدد العطاء مقياساً، والنجاح ميزاناً، ومنحت الثقة دون تمييز لكل أبناء الوطن، فأثمر الزرع، وها نحن نحصد، امرأة تقود فتحقق إنجازات لا تقل عن إنجازات الرجال.. لم تعقها "العباية"، فهي رمز "وطني"، وهي هوية الانتماء للأرض والناس، تحافظ عليها ما دامت تحمل اسم الإمارات، وتميزها، فإذا وقفت أمامها ترى نداً، وعلى وجهها ترتسم دوماً ابتسامة التحدي نحو النجاح.

قلت ذلك لصاحبي العربي، الذي استغرب قيادة المرأة لهذا الحدث الكبير، وتحقيقها شهرة يفتقدها كثير من الرجال.. ومن عرف المنتدى منذ انطلاقته، يبصم لابنة الإمارات بأصابعه العشرة.

 

Email