الجائزة

12 عاماً في خدمة الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازلت أذكر اللحظة التي وجه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق جائزة الصحافة العربية، تزامناً مع تأسيس نادي دبي للصحافة، والذي تشرف بمهمة الأمانة العامة للجائزة ووضع النظم الكفيلة بضمان نزاهتها وموضوعيتها وشموليتها العربية.

وقد وضع النادي نصب عينيه أهداف الجائزة المتطلعة إلى المساهمة في تقدم الصحافة العربية، وتعزيز مسيرتها وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع والتجويد، وتعزيز الدور البناء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، والتعريف بإسهام الصحافيين في إيصال الصوت العربي إلى العالم.

اليوم ومع انتهاء دورتها الثانية عشرة، يصل عدد من كرمتهم جائزة الصحافة العربية إلى 199 مبدعةً ومبدعاً من مختلف ربوع الوطن العربي وميادين وفنون العمل الصحافي. وقد نجحت الجائزة في استكشاف المواهب والطاقات، وكرمت كوكبة من المبدعين، والأهم أنها وثقت حقبة من الإبداع تجاوزت عقداً من الزمن، شهدت خلاله مهنة الصحافة تغيرات نوعية في الدور وحجم التأثير في المجتمعات العربية.

وأؤكد هنا أن الأمانة العامة للجائزة ومجالس إدارة الجائزة المتعاقبة، والتي ضمت خيرة الخبراء والكفاءات، قد حرصت على أن تبقى الجائزة مواكبة لآخر التطورات في المهنة، فقامت باستحداث فئات جديدة ساهمت بلفت الانتباه إلى فنون وتخصصات حساسة ومهمة في مجال العمل الصحافي، وسهرت على تطوير المعايير والحيثيات، وركزت في نسختها الأخيرة على معيار اللغة العربية كعنصر حاسم، وراعت أن توسع من رقعة انتشارها بحثاً عن الأقلام الموهوبة لترصد ما يزيد على أربعة آلاف عمل صحافي خلال دورتها الأخيرة فقط.

والأهم من ذلك أنها سجلت سبقاً نوعياً في عملية التحول الإلكتروني وفتح باب الترشح إلكترونياً، وقامت بتطوير نظام خاص للتحكيم الإلكتروني، ساهم برفع كفاءة عملية التحكيم، وزاد من كفاءتها وسرعة إنجازها.

لم تكن هذه الجائزة لتحظى بهذه المكانة والسمة لولا رؤية ودعم راعيها في المقام الأول، ولولا جهد مجلس إدارة الجائزة الذي لم يأل جهداً في تقديم أفضل خبراته وتجاربه، ولجان التحكيم التي تلعب الدور الأساسي في التقييم ومراجعة الحيثيات والمعايير. لم يكن لنا أن نتوج هذا الإنجاز لولا هؤلاء، ولولا إبداعات الصحافيين المتنافسين على لقب ودرع الجائزة كأرفع وسام مهني عرفته الصحافة العربية.

وأخيراً، لا بد لي من أن أتوجه بكلمة شكر وتقدير، على المبادرة الكريمة لمدينة الخدمات الإنسانية في دبي، ممثلة بشخص رئيسة مجلس إدارتها، حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، التي وجهت برعاية فئة الصحافة الإنسانية التي استحدثها مجلس الإدارة مؤخراً، لحث أقلام الصحافيين على طرق مجالات وتخصصات جديدة تسهم في حل الأزمات والتخفيف من معاناة الجماعات الإنسانية، خصوصاً في هذا الوقت الذي تمر فيه المنطقة العربية بتغيرات وتحولات جمة.

Email