شكـــراً لك يا زايـــــد
قبل عدة أيام وفي شهر رمضان المبارك صادف الذكرى الثامنة لرحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله تعالى والدنا ومعلمنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نذر نفسه وكرس جهده وأبدع في خدمة وطنه ومواطنيه.
ومن قول نبينا صلى الله عليه وسلم "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله"، لذا يتوجب علينا أن نشكر الله على كل ما تم إنجازه في دولتنا الغالية خلال الأربعين سنة الماضية، التي استكمل بناءها ورخاءها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونائبه، وإخوانهم الحكام، حفظهم الله.
وقد حققت الدولة إنجازات ضخمة ومتعددة في مختلف المجالات، ولم يعد النفط وحده مصدر الدخل، وباتت الدولة مثالاً يحتذى في التطور والتقدم. إلا أن إنجازات قطاع الطيران كانت لها الأهمية الكبرى حيث يشكل هذا المجال الحيوي نسبة مساهمة تقدر بحوالي 15% في الدخل الاجمالي للدولة. وبحسب تقرير "أيكاو" فإن الإمارات ستحتل الثاني عالمياً خلال 2013 في سرعة نمو قطاع الطيران، حيث يتوقع أن تحقق الدولة نمواً 10.3%.
الدولة استطاعت بفضل التطوير المستمر لقطاع الطيران أن تتبوأ مكانة متقدمة في هذا المجال عالمياً، إذ يتم إنفاق نحو 70 مليار درهم في إنشاء مطارات جديدة وتطوير المطارات الحالية، باستخدام أفضل وآخر ما توصلت إليه التقنية في هذا القطاع. مطارات الدولة باتت بوابات تطل على العالم، وتعمل على توسيع حركة التجارة وإعادة التصدير، وأصبحت شركات الطيران العالمية تتسابق لاختيارها كمراكز إقليمية لها في المنطقة، نظراً لجودة الخدمات والتسهيلات.
كما حققت شركات الطيران الوطنية إعجازاً بمستوى خدماتها الراقية وطائراتها الحديثة حتى أصبحت المارد الذي تخشاه شركات الطيران الغربية نظراً لنموها المتسارع وزيادة حصتها في الوجهات العالمية، مما حذا بالركاب تفضيلها على شركاتهم الوطنية. وقد أدى ذلك إلى القيام بأكبر الصفقات في تاريخ الطيران بشراء طائرات جديدة وبأعداد هائلة وذلك تحقيقاً للنظرة الثاقبة لقيادتنا الرشيدة.
وبكل فخر بدأت الدولة أولى مراحلها في صناعة الطيران من خلال مصنع ستراتا، وحدة مبادلة المتخصصة في صناعة هياكل الطائرات. هذه الإنجازات تمثل رسالة إلى كل الأجيال، في الاستمرار بالعمل والإبداع لاستكمال ما بدأه، رحمه الله، الشيخ زايد، جزاه الله عن الإمارات كل خير على إنجازاته وسيرته العطرة.