تكتيكات يستفيد منها رومني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الآن وقد أصبح من شبه المؤكد أن ميت رومني سيكون المرشح الجمهوري للرئاسة، وقد غفونا على الأرجح نحن وجميع المرشحين الآخرين خلال هذه السلسلة الأولية من المناوشات السياسية، فقد حان الوقت لأن نطرد النوم من عيوننا، ونستعد للتصفيات الرئاسية. فما الذي يجب تضمينه في كتاب التكتيك الخاص برومني؟ في ما يلي بعض الاقتراحات:

*لم يعد العالم كما كان عليه عندما تم انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في بداية الأزمة الاقتصادية. فالمحتجون المتذمرون الذين يتدفقون الى الشوارع في أرجاء العالم الغربي يكرهون شيئين اثنين: رجال وول ستريت والنظام. ولسوء حظ رومني، فإن رائحة النظام تفوح منه.

وكذلك الأمر بالنسبة لأوباما في هذه الأيام. والأفضل أن تخاض هذه اللعبة وكأنها مباراة تعادل. فاعترف بتلك الحقيقة، وقل للناخبين: «إنني من رجال وول ستريت المغرورين، ولكن الشيء نفسه ينطبق عليه الآن». واكتف بذلك.

وعلى حد تعبير رئيس الوزراء الكندي السابق بيير ترودو، فإنك لا تحتاج إلى التغلب على قوة خارقة للطبيعة في الانتخابات، وإنما على الرجل الآخر فحسب. وأسوأ ما يمكن لرجل نظام أن يفعله على الإطلاق هو أن يحاول التظاهر بالشعبوية. وبالفعل، فإن وسائل الإعلام تتساءل كيف «سيتصل» رومني بوسط أميركا.

فماذا عن الاتصال من خلال الصدق بدلا من التلاعب بالناخبين من خلال محاولة زرع شخصية قابلة للتصديق؟ عادة ما تكون نتائج عمليات زرع من هذا النوع كارثية. وقد حاول مرشح الحزب الليبرالي الكندي السابق مايكل إغناتيف.

وهو الآخر من المولعين برائحة النظام، أن يغطي ولعه الطبيعي في إعلانات الحملة الانتخابية من خلال تصويرها في وسط الغابة. ولكن أن تتأرجح وحدك في الغابة مرتديا قميصا رسميا أثناء إلقائك محاضرة حول أية نوايا لا تتعلق بورق الشجر الموجود بجوارك مباشرة يجعلك تبدو «غريبا».

*لا تحاول إثارة الانبهار بالشكل، والتزم بالمضمون. فعبارة «الأمل والتغيير» لم تعد تشكل تهديدا الآن، ولكنها باتت تشكل النسخة السياسية من صفارة استدعاء يستخدمها بائع للسيارات المستعملة. ويتعطش الناخبون للعمق المطلوب لحل مشكلات اليوم الصعبة.

ولا يحتاج أحد إلى أن يكون شخصية كاريزماتية على نحو يتجاوز أن يكون له قلب نابض لكي يتم انتخابه في الوقت الحالي. وقد خسر نيكولا ساركوزي لتوه الرئاسة الفرنسية لفرانسوا هولاند، الذي تمثلت أكثر سماته إثارة للدهشة في افتقاره المذهل إلى المرافقين.

وفي حين أن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر يتحلى ببعض الصفات المحافظة الجيدة، فإن العديد من الغرف وجدت نفسها تفتقر إلى الضوء لدى دخول هاربر. وعندما تصبح القيادة على المسرح العالمي أشبه بنادي «زنازين وتنانين» وقت الغداء، فإن كابتن فريق كرة القدم يبدو غريب الأطوار. وحتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يمزق قميصا أو يصارع دبا منذ استعادته منصبه.

*لكل مرشح لمنصب الرئاسة مستشارون (أو صديقة تتحلى بالدهاء السياسي، كما في حالة هولاند)، ولكن سيكون من المفيد لرومني أن يؤكد على التفكير الفعلي الذي قام به بمفرده، وذلك باستخدام أمثلة ملموسة متى ما كان ذلك ممكنا. ولا يتوقع أحد من أي سياسي أن يحلل جميع التفاصيل، ويكشف عن العمل الذي قامت به الأيدي الصغيرة، ولكن من شأن إفصاحه عما كان هو شخصيا مسؤولا عنه أن يخدم الغرض ذاته.

فمن شأن الكشف عن أي مواقف سياسة خارجية لم تفتعل من قبل مركز للأبحاث، على سبيل المثال، أن يشكل بداية جيدة، في حال كانت هناك أية مواقف من ذلك النوع. وعند منافسة شخص ناضل للتخلص من جهاز التلقين الخاص به، فإن قيمة المزاعم الجريئة حول التحلي بالتفكير المبتكر تصبح أمرا لا يمكن الاستهانة به.

*وفي وقت تعتني نخبة واشنطن بنفسها وبأصدقائها، لم لا يقوم رومني بإيضاح جميع السبل التي ستجعله غير مدين لأصدقائه أو أي شخص آخر؟ هذا هو أساسا ما فعله هولاند في فرنسا، إذ قال في نقاشه الوحيد ضد ساركوزي إنه لن يحابي أحدا، وسيكون «رئيسا للشعب الفرنسي بأكمله»، بدلا من أن يقدم النفوذ والامتيازات لأصدقائه.

فقد سئم الناس من التحرك وراء الكواليس، ومن سندات الدين المكتوبة لقاء امتيازات غير معلنة. وفي الحقيقة، فإن المسألة مسألة حركة شعبوية بقدر ما قد يأمل رجل نظام ما أن تكون كذلك، ولكنها قفزة ثلاثية. إذا فشلت في أدائها، فإنك تسقط على مؤخرتك على مرأى من الجميع.

 

Email