مؤتمر "جنيف 2"

ت + ت - الحجم الطبيعي

استغل النظام السوري التوافق الأمريكي - الروسي على عقد مؤتمر دولي حول الأزمة في سوريا"جنيف 2" لمحاولة تحقيق مكاسب على الأرض تقوّي موقفه التفاوضي في المؤتمر، فشن هجوما على القصير في مدينة حمص محاولا استعادتها من المعارضة المسلحة التي سيطرت عليها منذ نحو العام.

اللافت أن المجتمع الدولي الغارق في تفاصيل مؤتمر جنيف 2 وهوية المشاركين فيه والنتائج المتوقعة منه، قد فشل فشلا ذريعا في الضغط على النظام لوقف العنف والقتل الذي يتعرض له الشعب السوري منذ نحو عامين ونصف العام.

التوافق الأمريكي -الروسي على عقد المؤتمر الدولي لم يساهم في تخفيف حدة العنف في سوريا ولم يقنع النظام ولو للحظة واحدة بوقف قصف المدن والبلدات السورية بالطائرات وصواريخ سكود والبراميل المتفجرة.

المنظمات الدولية وخاصة المرصد السوري لحقوق الإنسان التي تتابع لحظة بلحظة مجريات الأحداث في سوريا وتوثق جرائم الحرب التي ترتكب هناك وخاصة التي تستهدف المدنيين حذرت من مخاطر دخول القوات النظامية إلى مدينة القصير في حمص واحتمال وقوع مجازر للسكان هناك شبيهة بالمجازر التي وقعت في ريف بانياس مؤخرا.

لقد طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض الدول العربية "لاتخاذ ما يلزم لحماية" مدينة القصير التي أعلن مصدر عسكري سوري دخول الجيش السوري إليها، كما دعا الائتلاف المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، مطالبا أيضا مجلس الأمن بالتنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين.

اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا والتي ترأسها دولة قطر ستعقد اجتماعا لها في القاهرة الخميس المقبل لتدارس وسائل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية والتفاهم الأمريكي الروسي بشأن عقد مؤتمر جنيف 2 الذي شكك رئيس النظام السوري في تصريحات صحفية له في قدرته على إخراج سوريا من أزمتها.

إن المخرج الحقيقي للأزمة في سوريا يتمثل في وقف القتل والعنف الذي يقوم به النظام ضد الشعب السوري وضد معارضيه، ودون وقف العنف والقتل وقصف المدن والبلدات السورية بالطائرات والدبابات وبراميل الموت المتفجرة لا يمكن الحديث عن حلول سياسية للأزمة تخرج سوريا والشعب السوري من محنتهما.
 

Email