ضرورة تسريع الجهود لحسم الأزمة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينظر المراقبون بقلق شديد للأوضاع الراهنة التي يعاني منها الآن الشعب السوري بالداخل والخارج، وسط ما نراه حاليا من رغبة من قبل النظام في تصعيد خياره العسكري والأمني ضد الشعب، بعد أن أذاق الناس ويلات لا تحصى، عبر عامين كاملين من القتل والتدمير، شهدت مجازر عديدة راح ضحيتها مواطنون أبرياء عزل في مختلف بقاع سوريا.

ورغم أن الواقع يثبت يوميا بأنه من المستحيل قهر الشعب السوري أو تخويفه، عبر الخيار العسكري والأمني، الذي استخدمه النظام المعزول الآن والفاقد لشرعيته بشكل عملي، فإننا نرى بأن النظام ما زال متشبثا برغبته التدميرية، إذ ظل يرتكب الكثير من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، عامدا إلى جعل السوريين يختارون النزوح بالداخل، بعيدا عن بلداتهم ومدنهم، أو الخروج إلى بعض دول الجوار طلبا للأمن، بعد أن صار النظام الممعن في طغيانه وجبروته لا يتورع عن فعل أي شيء للتشبث بكرسي الحكم.

وفي هذا التوقيت، الذي ترتسم فيه يوميا الآلام والدموع، على مشهد النازحين واللاجئين السوريين الذين صاروا ضحايا لأزمة،طالت لعامين كاملين، دون أن يتمكن المجتمع الدولي من وضع نهاية لها، فإن مسؤولية الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها جامعة الدول العربية، والأطراف الدولية، عبر مؤسسات الشرعية الدولية، والقوى الكبرى في العالم تتضاعف، لجهة البحث عن الوسائل السريعة والناجعة التي ترغم النظام في سوريا على الرحيل،وبدء الانتقال السياسي للسلطة إلى أيدي ممثلي الشعب السوري. ونشير هنا إلى أهمية ما اتخذته القمة العربية في الدوحة،من قرارات بالغة الأهمية، في ما يتعلق بملف الأزمة السورية.

وهي قرارات تبعث برسالة قوية إلى طاغية دمشق، بأن نهايته قد أوشكت، وأن فجر الحرية المقبل الذي ينتظره السوريون، سيطل على كل أرجاء سوريا ليبني السوريون بكل حرية، وطنا شامخا بالعزة والكرامة، ترفرف فيه رايات الديمقراطية والسلم والعدل.
 

Email