الإدانة لا تحمي الشعب السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإدانة الأمريكية شديدة اللهجة لإطلاق النظام السوري صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى على حلب في شمالي سوريا التي جاءت متأخرة وردا على ما يبدو لقرار المعارضة السورية عدم زيارة واشنطن واللقاء بالمسؤولين فيها لا تكفي ولا تحقق مطلب الشعب السوري المتمثل بوقف شلال الدم المتواصل في سوريا على يد قوات النظام وتوفير الحماية للشعب السوري.

لقد تسبب عجز المجتمع الدولي وفشله وانقسامه في زيادة مأساة الشعب السوري ومعاناته وزيادة كلفة التغيير في سوريا حيث جرى على مدى الأشهر الماضية إبادة عائلات بأكملها وتدمير المدن والبلدات وتهجير ملايين السوريين من منازلهم إلى داخل سوريا وخارجها.

إن لجوء النظام في سوريا الذي خرجت مناطق واسعة من تحت سيطرته خاصة في الشمال لصالح الجيش الحر والمعارضة السورية إلى خيار إطلاق الصواريخ على أحياء مدينة حلب يؤكد إفلاسه وسقوطه أخلاقيا إذ لم يسبق في التاريخ أن قام نظام مهما بلغت قسوته ووحشيته بقصف شعبه بالصواريخ لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدها.

النظام السوري يحاول من خلال قصفه شعبه بالصواريخ زرع اليأس في نفوس أبناء الشعب السوري ومقاتلي المعارضة وإيصال رسالة إليهم مفادها أن لا أحد في المجتمع الدولي يعبأ بدمائهم التي تسيل وأنه يستطيع بفضل الغطاء السياسي الروسي الصيني والدعم الإيراني المتوفر له استخدام كل ما في ترساناته من أسلحة للقضاء على الثورة السورية دون أن يستطيع المجتمع الدولي فعل شيء.

إن الشعب السوري الذي ضحى بأغلى أبنائه وبناته من أجل نيل حريته واستعادة كرامته لا يمكنه أن يقبل بأي حال استمرار هذا النظام الذي تلطخت يداه بدماء كل هؤلاء السوريين في السلطة فالشعب السوري الذي خرج في ثورة سلمية تطالب باحترام حقوقه الإنسانية قبل أن تتحول ثورته إلى ثورة مسلحة للدفاع عن نفسه نزع الشرعية عن النظام ورموزه في اللحظة التي قرر فيها النظام السوري إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين وقتلهم.

التطور الأخير الذي شهدته الأراضي السورية والمتمثل باستخدام النظام للصواريخ في قصف شعبه بعد أن قصفهم بالطائرات والمدفعية والدبابات يقتضي أن يستيقظ ضمير المجتمع الدولي فورا فلا يكتفي بالشجب والإدانة وتوصيف الجريمة وإبداء التعاطف مع الضحية بل يسارع للعمل من خلال الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي من أجل إيقاف المذبحة في سوريا وتوفير الحماية للشعب السوري في وجه نظام ديكتاتوري يقتل شعبه يوميا أمام سمع العالم وبصره.
 

Email