عام ميلادي جديد نأمل أن يكون عام خير وسلام للبشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم قد دخل العالم سنة جديدة (2012م) وهي السنة الثانية عشرة من القرن الحادي والعشرين، حيث تشرئب الأنظار وتسرح الأفكار إلى وفيما تحمله أيام وأسابيع وأشهر هذه السنة الجديدة من متغيرات وأحداث وظروف، بعد سنة أقل ما توصف بأنها استثنائية من حيث عدم توقع أو الانتباه إلى حبلها وتورم بطنها بفوضى عبارة عن مزيج من الصدمات والهزات والمطالب المشروعة والحروب، ضربت أطنابها في مختلف دول العالم، وإن كان النصيب الأكبر منها في هذه المنطقة التي شاء قدرها أن تكون مركزًا لها.

لقد ولَّت وودعتنا سنة 2011م، وليتها أخذت ما أتت وفاجأت وصدمت وهزت به، لكنها للأسف تودعنا وقد أدارت ظهرها، رافضة أن تأخذ معها مولودها الذي يأبى أن يلتقم ثدي الحلول والمعالجات المحلية؛ لأن هناك من اعتاد على الحليب واللبن المعلب الذي يحمل أشهر علامة تجارية وكتب عليه "صنع في الغرب"، وبالتالي رأى فيه أنه هو الغذاء المكتمل العناصر، الذي يقوي جهاز المناعة، ويحقق الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، ويمنع القهر والظلم والاستبداد والانفراد بالسلطة، ما راكم حجم التركة وضاعف المسؤولية والمشقة والعنت، في الموازنة بين رعاية المولود والاعتماد في ذلك على الغرب لتوفير مصادر غذائه.

اليوم تحل علينا 2012م والأنفس مسكونة بطيف واسع من المشاعر المختلطة بين الخوف والشك وسوء الظن والتوجس، والطمأنينة واليقين والآمال والطموحات والرجاء، وترقب ما هو قادم، وما إذا كانت هذه السنة هي امتدادًا للسنة التي قبلها، أم مختلفة عنها.

تدلف بلادنا إلى زمن جديد من هذا القرن الحادي والعشرين بخطى واثقة كما هو ديدنها منذ فجر نهضتها المباركة، وذلك بفضل حكمة القيادة التي قيضها الله لبلادنا والتي أرست أسس نهج سياسي قويم وحكيم، مكنها من التغلب على الشدائد كتمكنها في ساعات الرخاء، حيث كان القلب النابض بالحب وبالروح الوثابة نحو البناء والتعمير وإقامة أركان الدولة العصرية دائمًا عند الوعد والموعد والوفاء بالعهد، فاحتضن بكل رحابة صدر وبكل سرور ذلك الحراك الذي قاده الشباب، حيث كانت الاستجابة لكل المطالب تترى، ولذلك لا غرو أن تطوي بلادنا صفحات السنة 2011م بكل نجاح، وتدلف إلى هذه السنة 2012م وقد تسلحت بمزيد من التلاحم والثقة وبذات العزيمة والإصرار على حصد المزيد من الإنجازات.

إن شعوب العالم بوجه عام والشعوب العربية بوجه خاص وهي تعايش لحظات اليوم الأول من هذا العام الجديد تتطلع إلى أن تفتح أمامها صفحات ناصعة البياض تخط فيها أجمل ملاحم الاستقرار والتعايش السلمي والتسامح، تعبأ الطاقات لأن تكون مشاعل نور في الخير والعلم والمعرفة والتواصل، بدل أن تعبأ بالأفكار الهدامة من قبيل التخوين والفتن والتحريض والكراهية، وتلوث الفطرة السليمة بلغات الدمار والحروب، والإقصاء والعنف والتعصب والتطرف والتشدد والتخريب، وليس هناك ما أحوج إليه العالم اليوم من ثقافة السلام والأمان والاستقرار والتسامح. ونخص بالذكر منطقتنا العربية التي لاتزال تدفع فاتورة دسائس الغرب وفتنه، وما لوث به قيمنا ومبادئنا، للإطاحة بوحدتنا وتمزيق شملنا والقضاء على تسامحنا وتشويه صورتنا، حيث حرض بعضنا على بعض فكان القتل على الهوية، فنصبت المشانق وأقيمت المجازر. والغرب المسيحي وهو يحتفل بعامه الجديد نأمل أن يعود عن تحريضه ويتوقف عن تأليب بعضنا على بعض، وأن يستلهم ويقتدي برسالة التسامح التي حملها السيد المسيح عليه السلام للبشرية لتتكامل تلك الصورة المتسامحة المتحابة المسالمة القائمة على حب الخير والتي عملت على رسمها وترسيخها الأديان السماوية جميعها التي كان خاتمها ديننا الاسلامي الحنيف دين السلام.

 

Email