الصداقة والكفاءة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد الساحة الرياضية عامة في كل مكان وموقع، أحداثاً لا تنسى، وجدالاً عنيفاً، في مواقف كثيرة، ساهمت في تذبذبها على مختلف الأصعدة، وفي إخفاقاتنا في معظم الرياضات، برغم الدعم، اللهم إلا من بعض الرياضات التي نجحت في تحقيق مكاسب ثمينة، التي تجد الرعاية على المستوى الفردي، وطموحاتنا كرياضيين كثيرة، لتحقيق ما نريده للرياضة عامة، لتتقدم وتسير وفق أنظمة وقوانين دولية تحميها، لكي تنافس وتصعد على منصات التتويج، ولن يحدث ذلك، إلا إذا حددنا الهدف، حيث ترتبط عوامل وظروف كثيرة مع المنهج الفكري للإدارة الرياضية، التي أصبحت أداة تعتمد عليها الدول والشعوب.

لأن الرياضة اليوم، رسالة هامة للمجتمعات، ولا بد للمؤسسات الرياضية أن تخطط بأسلوب علمي، وتضع استراتيجيات لرفع المستوى وتأهيل الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات، من لاعبين وإداريين وفنيين وإعلاميين، ومن خلال عناصر عدة، مرتبطة ببعضها البعض، نعتمد عليها في سياستنا الرامية للنهوض بالقطاع الرياضي، الذي يجب أن نعمل جميعاً لتدعيمه، كي يؤدي دوره الصحيح، وفي ظل الظروف التي تعيشها المنطقة حالياً، وعلينا أن نشعر بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً.

وإذا كنا نريد رياضة حقيقية تسير وفق أسس وأنظمة، يجب أن نر كز على رياضة المؤسسات، بدلاً من الأشخاص، فتقوية المؤسسات (القطاع الأهلي)، تساعد على إدارة رياضتنا بصورة صحيحة، بعيدة عن المجاملات والمحسوبيات التي ذبحتنا.

وما زلنا، للأسف الشديد، نعاني منها، وهي لا تحصى ولا تعد، والمؤسسات الرياضية الرسمية، يتطلب منها الدور الحقيقي الأكبر في تطوير الفكر في المرحلة المقبلة، وهذا يحدث بالمناقشات وتشكيل لجان ومشاورات من هنا وهناك، وألا أن تكون الأمور مجرد محاورات وتسجيلات وغيرها من المسميات.

بل يزداد النقاش مع كل إخفاق وإحباط، وتتحول الأوضاع بعدها إلى خلافات، وفي النهاية ندفع الثمن، بسبب اهتزاز قمة الهرم الرياضي، وهذا يرجع لمنظور الصداقة في العمل، وليس بالكفاءة الإدارية التي يجب أن تملك زمام الأمور، في إيجاد الحلول للمشاكل والهموم الشبابية المتعددة، ونرى الحل بأيدي المؤسسات، وليس في الأشخاص، إذا كنا نتطلع إلى إثبات وجودنا في الداخل والخارج!!

وأخيراً، فإن بيت القصيد في هذه القضية ومضمونها، اختيار الأفراد الذين نقول لهم (لو دامت لك.. لما وصلت لغيرك)، وبصراحة، ما نراه من تراجع في الفكر والطرح، أدى إلى الفشل، لعدم معرفة ما نريده، فضلاً عن الضغوط التي يمارسها أحياناً البعض من أجل تغيير موقف أو اتجاه.

وهنا أجدد اقتراحي لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، إذا لم يكن موجوداً، ويجب مناقشته في أقرب اجتماع للمجلس، والفكرة تتمثل في بند هام، هو عدم تولي المناصب في الاتحادات الرياضية لأكثر من 8 سنوات متصلة، وبالمناسبة، بعض الدول تطبقها في قوانينها الرياضية الجديدة، بعد موافقة السلطات العليا بهذه الدول.

وهناك بند آخر يجب تفعليه، وهو عدم الجمع بين المناصب الرياضية، حتى لا تتضارب المصالح، وعلينا أن نبحث عن الوجوه المتعلمة، التي تملك القدرة على العمل، ولا تعرف الكسل والنوم، ولا تهرب في أول قضية أو أزمة تواجهها!.. والله من وراء القصد.

 

Email