«الكرة» توحدنا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عمار يا عرب، فقد توحدنا للمرة الأولى منذ سنوات، بعد الخلافات القائمة التي نأمل بأن تنتهي وتزول، ليعود الحب والأمن والأمان في كل ربوع وطننا العربي الكبير، فقد وحدتنا نتائج مباريات كأس العالم لفرقنا العربية، والسبب «الكرة»؛ هذه اللعبة، التي تجمع وتبعد، رغم فرقتنا وانقسامنا سياسيين، إلا أن الرياضة والكرة على وجه الخصوص توحدنا، فقد زادت فرحتنا بتأهل المنتخبين العربين الشقيقين إلى مونديال روسيا 2018 لكرة القدم، فمنتخب أسود الأطلس تأهل للمرة الأولى منذ عشرين عاماً بعد فوزه على مضيفه منتخب كوت ديفوار بهدفين، ليصعد للمونديال للمرة الأولى منذ مونديال فرنسا 1998، حيث يتفاءل المغاربة بدخول شهر نوفمبر ويعتبرونه فأل خير عليهم، فهو شهر المسيرة الخضراء التي احتفلوا بها في 6 الجاري عندما حقق فريق الوداد البيضاوي كأس أبطال إفريقيا، وشهد يوم التأهل للمونديال، وهو شهر عيد الاستقلال الذي يصادف يوم 18 الجاري، وشهر نهاية كأس العرش، نقولها لهم: «مزيان بلزاف»!

انتزعت تونس الخضراء بقيادة المدرب نبيل معلول بطاقة التأهل، فهو المحلل والزميل والرجل الرياضي، الذي ترك منتخب الكويت في أزمته، ولبى نداء الوطن، فهو شخصية كبيرة في المجتمع التونسي، وله من المكانة الكثير، فقد استطاع أن يحصل على بطاقة التأهل ليحقق الحلم الذي طال انتظاره، ولحق منتخبا تونس والمغرب بالمنتخبين السعودي والمصري إلى مونديال روسيا «بوتين»، في حادثة تعتبر الأولى في تاريخ كأس العالم بوجود أربعة منتخبات عربية في نسخة واحدة من المونديال العالمي، وهو ما يسجل قوة عربية كروية في بلاد الروس التي تربطنا بها علاقات مميزة.

وكان العدد الأكبر لوجود المنتخبات العربية في نسخة واحدة لكأس العالم ثلاثة منتخبات، حيث حدث ذلك في مناسبتين؛ مونديال 1986 في المكسيك، بمشاركة المغرب والجزائر والعراق، ومونديال 1998 في فرنسا بمشاركة المغرب والسعودية وتونس، فمنذ 88عاماً ستشهد روسيا أكبر تجمع عربي.

العرب سيغزونها، حيث يعيش فيها آلاف من العرب سيكونون عوناً لفرقنا هناك، مع تأهل أربعة فرق، حيث أسعدتنا وفرحتنا وأبعدتنا عن الهم والغم العربي!

نحن في الإمارات أكثر الدول قيادة وشعباً نفرح بكل ما هو مفرح للعرب؛ من نتائج رياضية، أو ابتكارات جديدة، ونشجع المبدعين العرب عبر إنشاء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، وسنوياً يشارك فيها أبناء الوطن الكبير، ومنذ نتائج الكرة ليلة البارحة وما حققه أبناء العروبة، وبعد انتهاء صافرة مباراتي الأمس، هنأت قيادتنا السياسية المملكة المغربية والجمهورية التونسية بالتأهل لكأس العالم 2018، مؤكدين أنه إنجاز وتشريف لنا جميعاً وفرحة لكل العرب.

وهذه السياسة لا نراها إلا في بلاد زايد الخير، الذي علّمنا الحب والسعادة، بأن نحب ونهدي الخير لكل الناس، ولا نفرق بين أحد، رحمه الله، وطيب الله ثراه، نراها اليوم في كل أبناء الوطن، الذين يسعدون بفرحة وإنجازات الأشقاء في كل المجالات، وبالأخص الرياضية، واليوم هي فرحتنا الكبرى.. والله من وراء القصد.

Email