كفانا هدراً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينصح أهل الاقتصاد، الشركات المحلية والعالمية، بالاندماج الآن لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، وبما أن الرياضة لا تنفصل عن الاقتصاد، خصوصاً في مرحلة الاحتراف، ونحن في سنته العاشرة، وتحول قطاع كرة القدم في أنديتنا إلى مؤسسات تجارية، فإننا ننصح أنديتنا ليس بالاندماج رياضياً وهيكلياً فقط، وإنما بدمج الجهود وتوحيدها لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، التي لا نعرف عنها الكثير، كونها تجربة جديدة علينا بكل تفاصيلها، حتى لو كنا نفهم في إدارة الشركات المختلفة، وتقبل ما يطرح، طالما هي تتعلق بالمصلحة العامة.

فالدمج أصبح واقعاً، علينا تقبله بروح رياضية، فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذا رأى أصحاب القرار ذلك.

إن تجربة الشركات التجارية، التي تدير أندية كرة القدم، هي تجربة تعتبر جديدة؛ فهل يعقل بعد كل هذه السنوات، وأننا انتهينا ووضعنا استراتيجيتنا، في تأسيس الشركات، إلى يومنا هذا، تقع أندية كبيرة، ولا نستطيع أن نصدر لها ترخيص المشاركة الآسيوية، أم هي «خدعة» ومراوغة، حيث تفضل الأندية المعنية التركيز على اللعب محلياً، والفوز ببطولة الدوري، التي يعتبرونها الأهم للعب في كأس العالم للأندية؟! هل نحن دخلنا هذا العالم من الباب الصحيح، أم من باب «الربع والأصدقاء والشلة»؟! نريد أن ندخله وننجح فيه، ولا نضيع الوقت والجهد والمال في تجربة أشياء جديدة قد لا تناسب المرحلة، ولا تحقق جميع متطلباتها، وبدلاً من الاعتماد على الأفكار المستوردة، ومنح رواتب عالية لمستشارين أجانب، لا يفهمون في بيئتنا شيئاً يذكر، أو لمحليين يتعلمون على حساب أنديتنا، على اعتبار أن العارفين في إدارة مثل هذه الشركات الرياضية التجارية هم قلة قليلة، ستدخل الأندية في مزاد للاستفادة من جهودهم، مما يرفع قيمتهم، ولذلك فإن من الأفضل لأنديتنا، دمج الجهود تحت مظلة رياضية رسمية، ونقصد هنا، المجالس الرياضية، التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً، في مساعدة الأندية، على دخول المرحلة المقبلة بسلاسة ونجاح.

لقد وضع مجلس دبي الرياضي، هيكلية موحدة للأندية، وكذلك نظاماً إلكترونياً ومالياً، ونظاماً موحداً للتدقيق المالي، واستعان بشركات متخصصة في هذا المجال، مما يوفر على الأندية جهوداً وأموالاً، كانت الأندية تصرفها كل حسب رؤيته ومعارفه، وقد لا تحقق النتيجة المرجوة، كما تبذل المجالس الرسمية في أبوظبي الرياضي والشارقة الرياضي جهوداً كبيرة، وقطعا خطوات نحو إحداث نقلة في أندية الإمارتين، ولا شك أن جهود المجالس الرياضية الثلاثة هدفها عدم الصرف بدون فائدة، وكفانا هدراً.

ومن هذا المنطلق، فإن الأفضل لأنديتنا أن توحد جهودها وتتعامل مع المرحلة المقبلة عبر تلاقي الأفكار من كل المختصين، من خلال لقاءات مفتوحة يشارك فيها الجميع، كل حسب رأيه، للوصول إلى أفضل صيغة، بدلاً من العمل واتخاذ القرارات فردياً؛ فالجمعية العمومية أصبحت مطلوبة اليوم بقوة؛ فهي كانت أهم محاور الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة؛ فهل تستمر هذه الدراسة أم تتوقف؟! والله من وراء القصد.

Email