دخل التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخصيات كويتية قليلة جمعت بين السياسة والرياضة، وحققت نجاحات كبيرة لبلادها ولأمتها، من بينهم المخضرم أحمد السعدون، الذي تولى رئاسة مجلس الأمة الكويتي، وحقق نجاحاً كبيراً في تهيئة العمل البرلماني السياسي، فقد كان شخصية رياضية لها دورها الوطني، وكان يكره إسرائيل، ونجح في إبعادها عن القارة الآسيوية. كان نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في الفترة من 1974 وحتى 1982، ونالت الدول الخليجية وضعها على خريطة الكرة العالمية.

ولأن التاريخ ذاكرة إنسانية فقد سجل كفاح رجال مخلصين لا ننساهم أبداً، حيث لعب السعدون دوراً مهماً في إبعاد إسرائيل عن القارة الآسيوية رياضياً. أيضاً الشهيد الشيخ فهد الأحمد كان هدفه منذ تسلمه رئاسة اللجنة الأولمبية الكويتية عام 1974 محاصرة إسرائيل رياضياً، تمهيداً لطردها من العائلة القارية، وحرمت من المشاركة في الدورة الثامنة في بانكوك 1978، واستبعدت من التاسعة في نيودلهي 1982، وهو كذلك وراء طرد إسرائيل من النشاط الآسيوي، فقد قام بجولات عديدة إلى بعض الدول الآسيوية لإقناعها بموقف الدول العربية من إسرائيل، وكانت له جولات في هذا المجال، حتى إن الصهاينة اعتبروه خصمهم اللدود بعد تجميد إسرائيل.

اليوم لا يختلف اثنان على قوة وشجاعة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والذي منذ معرفتي به خلال بطولة الأمير فيصل بن فهد في القاهرة عام 2000 لكرة القدم، والرجل معروف بقوميته وعروبته، ونرفع له العِقال تحية وتقديراً، فقد استطاع بثوان معدودة لم تتجاوز الخمس والأربعين، أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن لقن وفد البرلمان الإسرائيلي درساً لا ينسى، ويشن عليه هجوماً لا يصد ولا يرد، وينعت أعضاءه بقتلة الأطفال ومرتكبي جرائم إرهاب الدولة، وعديمي الحياء ويقول لممثل إسرائيل في المؤتمر البرلماني الدولي الذي عقد في مدينة سانت بطرسبورغ، لو كانت لديه ذرة من الكرامة لخرج من المؤتمر بعدما اكتشف الحضور زيف مداخلته، وخاطبه بقوة قائلاً «عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة، اخرج الآن من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة».

هذا ليس بجديد ولا بغريب على أبناء الكويت، فلقد قام به «الاثنان» من قبله وبالتأكيد مع الفارق الزمني والتقني اليوم عن زمان، فالتصريح يقرأه الملايين من البشر في لحظات، ويتم تسليط إعلامي غير مسبوق، وتناول وسائل الإعلام التقليدية، والإعلام الحديث، في كل الوطن العربي والعالمي، كما حدث مطالبة «مرزوق» خروج الوفد الإسرائيلي من القاعة. هذا الرد الحازم لا يصدر سوى من رجل يؤمن بقضيتنا الأولى، التي للأسف انشغلنا عنها بسب أحداث أخرى، وتطورات لم تكن على البال، وحتى على الصعيد الرياضي فقد توقفت البطولات التي كانت تحمل اسم فلسطين.. والله من وراء القصد.

Email