يا زمان «الوصل»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل شيء جميل يذكرنا بنادي الوصل، فمن يزوره هذه الأيام يجد تغييرات عديدة، بدءاً من الدخول إلى مقر النادي حيث تجد المحلات التجارية على جدرانه، وعند دخولك تجد قاعات الأبواب مفتوحة تفتح النفس من حيث التنظيم والترتيب، وبجوار المسجد هناك خيمة يلتقي فيها رواده بشكل يومي من محبي الوصل، والذين بدأت علاقتهم مع الكرة الوصلاوية في بدايات الستينات من خلال غرفة، وفي هذه «الخيمة» يجلس الوصلاوية يتبادلون الذكريات، وقبل الدخول لاستاد الكرة نجد الفندق الخاص بالنادي والذي يسمح بالإقامة فيه لكل من يريد حتى من السائحين، فقد رأيت بعض الأخوة الخليجيين يفضلون الإقامة فيه لتوافر كل الخدمات.

واستاد الكرة له معي حكاية، ففي عام 1980 كنت المذيع الداخلي لحفل الافتتاح في الدورة الثلاثية التي جمعت ثلاثة فرق ترتدي اللون الأصفر، انتهت الدورة بفوز أهلي البحرين وفيها أصيب «المرعب» نجم الكرة الكويتية جاسم يعقوب بكسر نقله إلى مستشفى راشد، وخلال المنافسات كان ضيفاً على إذاعة دبي التي كانت تنقل المباريات «زمان»، وحاوره المرحوم المذيع الأهلاوي محمد نادر والأردني فارس القرعان، يا لها من ذكريات جميلة تذكرني بالوصل حيث الزمن الجميل الذي لا أنساه بسهولة، فهي جزء من كياني الإعلامي، وسترون قريباً هذه الذكريات بالتفاصيل إذا كان لنا في العمر من بقية.

وقد استمتع الجمهور بمهارات نجم السامبا، حيث قاد البرازيلي فابيو ليما نجم الإمبراطور، والذي يمضي بثبات نحو انتزاع لقب أفضل هداف أجنبي في تاريخ الوصل في الدوري، فريقه إلى انتزاع صدارة دوري الخليج العربي بالفوز على أصحاب السعادة الوحدة، وتحقيق أفضل انطلاقة في الجولات الأربع الأولى للفهود، رافعا أسهمه ومتصدراً، حيث حافظ على سجله خالياً من الخسارة خلال الموسم الحالي في الدوري وكأس الخليج العربي، ووصل رصيده إلى 10 نقاط، وقد انتزع ليما صدارة هدافي دوري الخليج العربي، منذ تواجده الأول قبل ثلاث سنوات، محققاً معدلات تؤكد أحقيته كأفضل هداف أجنبي في تاريخ الوصل في الدوري، مذكراً إياه بالنجم الغاني محمد بولو بعدما رفع رصيده الإجمالي إلى 67 هدفاً، وتواجد 8439 مشجعاً، وهو ما يعادل السعة الرسمية لملعب زعبيل بنادي الوصل، والذي شهد هذا المشهد بلقاءين أتذكرهما، لقاء منتخبنا الوطني أمام شقيقه السعودي، حيث فزنا بهدف سجله لاعب المنتخب والوصل فهد خميس من ضربة رأسية، وخسرنا أمام العراق في تصفيات كأس العالم عام 85، ولكن محبي الإمبراطور من الجيل الجديد من الجماهير التي تغيرت حتى في طريقة الابتكار والتشجيع، ليخرجوا لنا طريقة مثالية نموذجية، فهم فاكهة الدوري وليت بقية الأندية تتعامل وتستفيد من أسلوب تشجيع اللعبة الحلوة على طريقة الوصل أسلوب حياة فهل من «غيرة» من الأندية الأخرى.. والله من وراء القصد.

Email