المظهر والجوهر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم، هو الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، في دورته الحالية، ولا شك أن المؤسسة الحكومية الرسمية، عملت واجتهدت، حسب الإمكانات المتاحة لها، بما تضمه من خيرة قياداتنا الرياضية، بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الذي التقى قبل يومين وفد الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بقصر معاليه في البطين.

والذي يجمع كل شرائح المجتمع، خاصة أنه كان في يوم إجازة «الجمعة» وكان قصر «بوسعيد» عامراً، ومجلساً مفتوحاً، يشارك فيه الجميع برأيه، بكل صراحة، وقد تشرفت بتسلم معاليه المجلد التوثيقي الذي نفتخر في «البيان» بأننا قدمناه خلال السنوات العشر الماضية، وحاولنا أن نحافظ على تراثنا الرياضي، ومن كلمات «الشيخ» أن طالبني بالاستمرار في هذا النهج، شاكراً دعمه ومساندته لكل شباب الوطن.

وأقول للمجتمعين اليوم: ما قصرتم، ولكن نذكركم أن الرياضة في منطقتنا تواجه اليوم مشاكل لا حصر لها، في ظل غياب الشفافية، وبعد أن أصبحت غالبية أنديتنا تعمل بمفردها، وتعزف وحدها خارج السرب، ومن هنا تظهر الأزمات، وتكثر الأخطاء، في ظل عدم التوافق الفكري الإداري، بين المجموعة التي تعمل في منظماتنا الرياضية.

فالكل يقود فكرته ويراها هي الأفضل، سواء المتعلقة بالتعاقدات، أو بعض الأفكار التي قد تساهم وتدعم العمل، وإن كانت هذه النقطة ضعيفة جداً في قاموسنا الرياضي؛ لأنه ليس ثمة من يفكر، فالكل يبحث عن دور وعمل جاهز يريد أن يتاجر به، و«يشتري دماغه»، على قول إخواننا المصريين، وبالمناسبة أتمنى من كل قلبي أن نرى «الفراعنة» في مونديال روسيا 2018.

وقد تجاوزوا بنجاح محطة الكونغو أمس. ونعود ونقول: هكذا تسير فصول الرياضة في مسرحية غامضة، يقودها عدة مخرجين، فتضيع الأفكار، وتقودنا إلى أخطاء جسيمة، ولا نعرف الصحيح من الخطأ، ونركب الموجة، أينما ذهبت، ففي العمل الإداري للأسف -وأكررها- ما زلنا في الصفوف الخلفية، لما يجري حولنا، من تطور في البناء الإداري، برغم الطفرة والقفزة التي تشهدها الساحة، ولكن بمعيار «أعوج ومع أي هزة نسقط»!

الحسد والغيرة، يظهران بقوة في الساحة، رغم أننا نحاول أن نخفيهما، ولكننا نجد عند أي هزة تواجه الفريق الأول لكرة القدم -وهو عنوان الأندية- أن فئة خارجة من النادي تعبث في الشؤون الداخلية، و«تطفش» أشخاصاً بحجة التغيير، وهذا للأسف يحدث؛ فالنزاهة معدومة، والأجواء غير نظيفة وملوثة.

وتفقد الرياضة قدسيتها ومكانتها، وفي مثل هذه الحالات، كم نحن بحاجة إلى التوعية والتثقيف، كي نستوعب ونتعلم من الأخطاء؛ لأن الرياضة تلعب الآن دوراً أساسياً في المجتمع، ولا أحد يستطيع أن ينكر، أن ثمة مخاطر حقيقية تواجه مسيرة الرياضة، والقضية التي تشغلنا تتعلق برفع مستوى الوعي للرياضة الإماراتية، بقراءة واقعية، في إطار منظم بين القطاعات الخاصة والعامة، في مجال النزاهة الرياضية، وصولاً، لآلية موحدة، لمجابهة القضايا الداخلية، ولا نريد أن نعتمد على المظهر وننسى الجوهر! والله من وراء القصد.

Email