تأخير حلّها ليس حلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الشقيقة الكبرى، صدرت توجيهات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، للهيئة العامة للرياضة، بعدم تشفير مباريات الدوري السعودي تلفزيونياً، واستمرار بث المباريات عبر القنوات الناقلة بشكل مجاني، ودون الحصول على أي مبالغ مالية، تقديراً منه لكافة المواطنين السعوديين، وألا يتحمل المشجع السعودي أي أعباء مالية بسبب ديون الأندية، جاء هذا التوجيه، بعد أن تقدمت أندية الدوري السعودي الأربعة عشر بطلب لرابطة دوري المحترفين، بتشفير نقل مباريات الدوري من أجل زيادة المداخيل لتلك الأندية.

فقد بدأت ظاهرة احتكار المحطات التلفزيونية لمباريات كرة القدم المحلية والدولية، تنتشر على الصعيد المحلي، بصورة تدعونا إلى التوقف عندها قليلاً، ولو رجعنا إلى الفترة الأولى التي بدأت فيها محطاتنا التلفزيونية بنقل الأحداث الكروية، نجد أن أواخر السبعينيات، هو بداية علاقة التلفزيون مع الأندية.

حيث كانت محطة تلفزيون دبي تنقل بعض المباريات الخاصة للمنتخبين الوطني والعسكري، وأحياناً بعض لقاءات فرقنا المحلية مع الفرق الأجنبية الزائرة، ثم تطورت العلاقة في بداية الثمانينيات، فأصبحت البرامج الرياضية التلفزيونية تزداد وتنقل المباريات على الهواء مباشرة محلياً وعربياً ودولياً، ثم ازدادت شيئاً فشيئاً مع بداية التسعينيات.

حيث تحولت إلى منافسة بين محطات التلفزة، فارتفعت المساحة الإعلامية على الشاشة الأرضية، ثم الفضائية، ووصل الأمر إلى منافسة شريفة بين محطاتنا، التي أصبح لها حضورها ووجودها لدى المشاهد، وقبل عامين، تغير الحال، فأصبح للمشاهد حرية التنقل والاختيار، حسب ما يراه مناسباً من برامج جماهيرية حية على الهواء.

حيث غطت على البرامج التقليدية والتسجيلية، وأصبحت الإمارات واحدة من أهم الدول العربية، وإن لم تكن الأفضل، على مستوى الشرق الأوسط، حيث لدينا ثلاث قنوات رياضية متخصصة، تقدم للمشاهد البرامج فقط، بينما تبث المباريات مشفرة حتى على القنوات الرسمية التي لم تدفع مبالغ مالية من أجل حق النقل، ونتساءل مجدداً، لماذا لا نفكر ونفتح الباب للجميع، ونغلق فكرة التشفير؟، فأبناؤنا أولى بالمشاهدة المجانية، ونعيد فتح صفحة جديدة من العلاقة بين اتحاد الكرة والتلفزيون عبر بوابة الأندية، ولا أعتقد أن أحداً يرفض فكرة العودة المجانية للمباريات، وأن تجاهل المشكلة لا يلغيها، وتأخير حلها ليس حلاً، فالتجاهل يؤدي إلى المزيد من حرمان المشاهدين، والتشفير يؤدي إلى المزيد من الأعباء، خاصة أن الإعلام وطني، يعكس إرادة المجتمع بطموحاته ورغباته، فالتلفزيون الرسمي مختلف اختلافاً كلياً عن الإعلام الخاص، من حيث المضمون والشكل، لأنه يقع على عاتقه مسؤولية اجتماعية وتنموية كبيرة، وليس هدفه الربح المادي فقط، وإنما التوعية والتثقيف للمجتمع، لا حديث الآن إلا عن التشفير والخروج بحل يرضي مشاهدينا الأعزاء.

سيداتي سادتي، حان الوقت لكي نعيد الأوراق، وعقبالنا بعد قرار الأشقاء السعوديين.. والله من وراء القصد.

Email