سترك من القادم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا نعرف من أين تأتينا موجات الإحباط المتتالية والمؤسفة، بعد أن شاهدنا مباراة القمة بين العين وشباب الأهلي دبي، في واحدة من المباريات المتوترة والعصبية والنرفزة، خرج اللاعبون عن طورهم وذهبوا إلى مدرجات الجماهير بحركات صبيانية لا علاقة لها بالاحتراف والانضباط في صورة محزنة لموقعة العين، ولا نعرف من أين تأتي هذه التصرفات غير المسؤولة، من لاعبين كبار وصلوا إلى المستوى الدولي، لتضيع جهود الإصلاح الإداري والفني الذي نتغنى به يومياً، وزيادة معدلات الفوضى إلى حد المجاهرة من قبل لاعبين يفترض أنهم نجوم تفننوا بأساليبهم وحركاتهم، لكن تأتينا صفعات الإحباط من الإخفاقات التي تعرضت لها الكرة الإماراتية في الآونة الأخيرة!!

فقد اجتاحت تصريحات محلل قناة دبي الرياضية محمد الغراب، لاعب المنتخب الوطني والأهلي سابقاً، وعبدالله وبران لاعب العين والمنتخب الكويتي سابقاً، بالهجوم العنيف الذي تعرض له لاعبو المنتخب الوطني الأول في صفوف الناديين، وهم الأغلبية في آخر عشر سنوات وظهورهم بروح قتالية عالية وبكفاح لم يحدث مع صفوف المنتخب في مبارياته الأخيرة من تصفيات كأس العالم، فحملوا اللاعبين ما حصل من أحداث في اللقاء، وكذلك حملوهم بتراجع المنتخب في الفترة الماضية، بسبب عدم جديتهم التي تظهر مع أنديتهم فكانت أهم ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي طيلة ليلة البارحة، وربما تستمر اليوم، فهذه بالفعل قضية في منتهى الخطورة والسؤال.. من الأهم النادي أم المنتخب؟ الإجابة تعرفونها في لقاء الكبار المحزن!!

مباراة التصريحات النارية التي أشغلت المواقع، أبرزها تغريدة رئيس اللجنة العليا للدمج خليفة سعيد «الظلم ظلمات»، وتصريح ساخن آخر لكوزمين أن اللعبة خسرت بسبب مستوى التحكيم، منوهاً بأنه ربما لن يستمر، وموجهاً اللوم للحكم الذي أدار المباراة واصفاً إياه بأنه أرادها بطريقته لتجاهله ضربة جزاء صحيحة لديوب أكدها كل المختصين في مجال التحكيم في كل القنوات الرياضية!

المباراة أخذت طابعاً آخر بعدة طرق، وهنا على اللجان المختصة كالتحكيم والانضباط، دراسة كل الأسباب وألا يستعجلوا في الحكم، لأن أجواء المباراة بالفعل كانت فيها أخطاء سواء تحكيمية والتي أثرت على سيرها، وهناك أخطاء ارتكبها اللاعبون، فهل يستطيع هؤلاء أن يشرحوا لنا ما حدث ويقنعونا، فقد أوقعوا أنفسهم في أخطاء جسيمة، وهم أنفسهم ينادون بالأداء الفني المشرف، ويشرعون الباب واسعاً لخروج مستوى يليق بمكانة الناديين، فالخبرة التي يتمتع بها نجومه الدوليون في قائمة الناديين تجعلك تندم على ما شاهدته، فلا نجد إلا اللجوء إلى العنف والتوتر بهذه الصورة المؤسفة التي ظهرت بها قمة دورينا الاحترافي! لا بد من أن تخضع «موقعة القمة» للتقييم لأنه مع كل الأسف كثرت الاحتجاجات داخل وخارج الملعب في سوق دورينا، في موسمه الاحترافي العاشر.. وها هم «كبارنا» يسلكون درباً خطيراً، وقد نسوا أن الرياضة أخلاق.. ولا نملك إلا أن نقول: يا الله سترك من القادم.. والله من وراء القصد.

Email