أوضاع مقلوبة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأوضاع المقلوبة عندنا يجب أن تعدَّل وتتغير لحماية الرياضة، فقد أثيرت قضية «النجمتين»، وفتحت الأبواب لجدل كبير، في زمن قد طوينا فيه هذا الباب، فقد رمى كل من لجنة دوري المحترفين واتحاد الكرة، القضية إلى ملفات الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، الجهة التشريعية، وينتظر أن يتم تشكيل لجنة خاصة، لبحث آليات البطولة الرسمية، بعد قيام الدولة.

وإشهار الاتحادات رسمياً من قبل وزارة الشاب والرياضة عام 71، وبالأمس تابعنا الخطوات التاريخية التي طرأت على الرياضة السعودية، بقيادة رئيسها الجديد تركي آل الشيخ، في نقلة نوعية، فأصبحت كل خطوات الرياضة تسير بمعرفة وبقرار من الهيئة الحكومية، رغم وجود اتحاد كرة منتخب، فالتدخل هنا ليس فنياً وإنما هو إشرافي، وأصبحت الشقيقة الكبرى حديث الساحة، بدءاً من تغيير مسمى الدوري.

ليكون تحت مسمى الوطن، فقد وضع «الرئيس الجديد» يده بقوة على مجريات الأحداث الرياضية، خاصة بعد تأهل الأخضر إلى مونديال روسيا 2018، ومن بين هذه الخطوات أيضاً، اختيار النجم الكبير ماجد عبد الله مديراً للمنتخب في كأس العالم، والتعاقد مع مدربنا الأرجنتيني باوزا، كلها تطورات تدخلت الهيئة فيها بخطوات غير مسبوقة، ولأول مرة، منذ سنوات طويلة، بينما حول اتحادنا الكروي طلب نادي شباب الأهلي - دبي، بخصوص النجمتين إلى الهيئة، التي رحبت بوضعها على قميص الكيان الجديد!


المهم أن لا نتجاهل الأندية، عند تشكيلنا لجنة التوثيق، فالنادي هو المرجعية لتوثيق بطولاته، وهكذا الأندية في العالم المتقدم، لا تنتظر من أي جهة توثيق بطولاتها، وبالذات حينما يكون هناك إنكار صريح، وواضح لصحيح البطولات، وعلى الأندية المتضررة أن ترفع شكواها إلى جهة الاختصاص في الهيئة ضد من يغتصب بطولاتها، وهو حق من حقوقها.

لأن القرار حق من حقوق النادي فقط لا غير، فلجنة التوثيق المقترحة يجب أن تدرك أن تحقيق البطولات يجب أن تعتمد مع قيام الدولة، لأن كل البطولات السابقة التي جرت وأقيمت كانت كبطولات ودية، وتنشيطية لا تعتبر رسمية.


للأسف، لم تقم الأندية «توثيقياً» بما يجب أن تقوم به، اللهم إلا البعض منها، فالشفافية والنزاهة والحياد هي أهم أدوات الوصول إلى البطولات الحقيقية، بعيداً عن التزييف الرياضي، وبعيداً عن التلاعب والمزايدات؛ فالخطوة التوثيقية، في نشر تجارب من بقي من كبار السن في مجتمعنا أطال الله في أعمارهم جميعاً، كلٌّ في مجاله، الذي خدم فيه الوطن، فيما يتعلق ببعض الأحداث التي عاشوها.

وهذه الخطوات، ستساهم كثيراً في حفظ التاريخ والموروث، من أكثر من مصدر، فهم ثروة معرفية، وكنز معلوماتي وتاريخي، كل في مجاله، لا يجب التفريط فيه، وأدعو إلى قيام جمعية خاصة، بتوثيق تاريخ الوطن، لتجارب ناجحة لأشخاص لا تنسى، و«العبد لله» له من البحث الميداني فصول متعددة، عن القصص والأحداث التي عاصرها «شوابنا»، ومازالت محفورة في ذاكرتهم.. والله من وراء القصد.

Email