جمعة غريب وقاسم سلطان ركائز العمل الرياضي في دبي

بوملحه: إدارة الأهلي أسرة واحدة على مدار تاريخها

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كانت أيام» جزء مهم في مسيرة الرياضة الإماراتية، يستعيد بعض التفاصيل الثرية التي حدثت خلال الحقبة الماضية التي نحكي فيها عن الأحداث والمناسبات التاريخية، ونلقي الضوء على الأشخاص الذين كانوا فاعلين في بؤرة الأحداث بصور مختلفة ومتنوعة، تنشر غالبيتها للمرة الأولى، وترصد تاريخ رياضتنا طوال الخمسين سنة الماضية.

فكثير من هؤلاء، الذين مروا علينا، كانت بصماتهم واضحة على رياضتنا، ولم يعد يتذكرهم الجيل الحالي، فمنهم من غيبه الموت، ومنهم من تقدم به العمر، لكنهم أسهموا إسهاماً فاعلاً في تقدم الرياضة الإماراتية ورفعة شأنها، وعملوا بإخلاص وتفانٍ.

ولم يستغلوا مناصبهم في تحقيق مكاسب شخصية، «كانت أيام»، هي فرصة لرد الجميل لكل هؤلاء، واحتفاء بالرموز لكي تكون قدوة ونبراساً في العطاء للجيل الحالي.

عندما يتناول المستشار ابراهيم بوملحه هذا الجزء الهام لمسيرة الحركة الرياضية، فإنما يدل ذلك عن حرص أبناء الوطن على تقديم الصورة التي عشناها في تلك المرحلة، والتي أطلق بموجبها كتابه بعنوان «الفريج ذكريات من الزمن الجميل» .

وياله من عنوان شدنا وجذبنا وتابعنا فيه الفصل الخاص بهواية أبناء الوطن في ظل الظروف الصعبة التي عشناها قبل قيام الاتحاد، وقد تطرق «بوملحه» في هذا الفصل إلى دور الأفراد خاصة في منطقة ديرة، حيث كانت المرحلة تمثل القوة من حيث العمل والأداء الفردي .

وكان الدافع قوياً لانطلاق بعض الفرق كالوحدة والشباب والنجاح وغيرهم، واليوم يركز بوملحه على الشخصية الثانية التي لها تأثير إيجابي على الرياضة والرياضيين وهو قاسم سلطان البنا الذي قدم للرياضة خلاصة جهده وفكره واهتمامه وخدم العمل الرياضي بكل إخلاص على مدى سنوات طويلة منذ أيام نادي الوحدة وحتى النادي الأهلي الذي تولى طويلاً رئاسة مجلس إدارته.

وكان قريباً من الرياضيين يتحسس آمالهم وآلامهم، وقدم وبذل ما في وسعه للرياضة سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات التي عمل بها عطاء وتفاعلاً وما بذله من جهد وطاقة من أجل تفعيل دور الرياضة وتطوير العمل الرياضي على أسس تنظيمية.

وقد كانت إدارته للنادي الأهلي متميزة وعلى مستوى من المنهجية والأخذ بأساليب الإدارة الحديثة حتى عرف الناس، النادي الأهلي بهذا الجانب الإداري المتطور، وذلك ما يرجع الفضل فيه إلى أبي صلاح.

فهم عميق

يقول بوملحه: عملت مع قاسم سلطان فترة في إدارة النادي الأهلي وتعلمت كثيراً من ما يتسم به من حب للتنظيم وتوزيع المسؤوليات وفهمه العميق لأبعاد الرياضة ودورها في خدمة المجتمع وتطوير قدرات الشباب، ولقد استفدت حقيقة من صحبتي له في تلك الفترة، مما انعكس على فهمي وأدائي في عملي المهني .

وكنت قريباً منه استشيره فيما يعن لي من أمور ومستجدات فأجد عنده الفهم الواسع والحل السليم لما أقصده فيه من خبرة وتجربة كبيرتين، ولقد شغل قاسم سلطان مناصب رياضية عديدة محلية واتحادية وساهم بفاعلية في دفع عجلة الرياضة إلى الأمام ويرجع إليه جزء كبير من الفضل.

فيما وصلت إليه الرياضة من مستوى متقدم حيث استفادت من خبرته التي كونها على مدى سنوات طويلة من مسئوليته فيها وذلك منذ بدايات الرياضة في البلاد كلاعب ثم كإداري ثم كمسئول اتحادي فيها ولقد كانت ولا تزال صورة أبي صلاح واضحة في أذهاننا وأذهان كل الرياضيين ممن عاصروه أو عملوا معه من الجيل الماضي.

جمعة غريب

ويذكر بوملحه في كتابه الشخص الآخر الذي هو ركيزة العمل الرياضي في دبي والذي هو والرياضة توأمان لا يكاد يذكر أحدهما إلا وذكر الآخر، والذي لا يمكن أن ننساه مطلقاً لما قدمه للرياضة من جهد وعمل وما قام به من دور مهم وهو الأستاذ جمعة غريب - شفاه الله وعافاه- وتولي جمعة غريب تدريب منتخبنا الوطني في كأس فلسطين عام 1975 وخليجي «4» عام 976.

وهو زميل لنا ونعم هذه الزمالة مع أبي منصور وإن كان يكبرنا سناً، وتتحقق في شخصه معنى الأستاذية الرياضية والاجتماعية معاً، كان محباً للرياضة والرياضيين وأحد اللاعبين البارزين.

إذ كان حارساً مرموقاً لنادي الشباب لكن الإصابة أبعدته عن حراسة المرمى ثم مدرباً للنادي وأحد الأشخاص المهمين في الاتفاق على دمج ناديي الشباب والوحدة معاً وتأسيس النادي الأهلي حيث ترأسه ناصر عبدالله عام 1970، وأحد أقطاب الإخراج والتمثيل ومؤسس الحركة المسرحية بنادي الشباب.

وكان فاعلاً في الساحة الرياضية ومتواجداً فيها بشكل دائم وفي كثير من مواقع المسؤولية وذا فهم عميق لمعنى ودور الرياضة في سبيل تنشئة النشء تنشئة سليمة على أساس المبادئ والقيم.

وكان صديقاً وأخاً لكل الرياضيين، تفوق في المجال الرياضي بتلك الخبرة والتجربة الطويلة التي أهلته للمشاركة في قيادة المسيرة الرياضية في البلاد حتى وصل إلى منصب وكيل مساعد في وزارة الشباب والرياضة بناء على فهم ودراية في هذا المجال وكان محبوباً في الساحة الرياضية حتى اليوم هذا الحب الذي يتجلى.

واضحاً عندما يحرز النادي الأهلي بطولة في كرة القدم يتجمع اللاعبون والإداريون والمشجعون معاً ويذهبون إليه ويسلمون عليه ويبادلونه الحب بمثله ويهدونه درع أو كأس البطولة وتلك عادة جميلة تنبئ عن وفاء النادي لأحد أبنائه المهمين في مسيرته شفاه الله وعافاه.

تجربة أبو صلاح

يقول بوملحه في كتابه: يتميز أبوصلاح بمعلوماته الوفيرة عن كرة القدم والرياضة عامة في دبي والإمارات وكونه سجلاً للكثير من الذكريات ما يعطيه القدرة على الكتابة عن تاريخ الرياضة عامة، وأتمنى من أبي صلاح بأن يشمر عن ساعد الجد ويبدأ بكتابة معلوماته عن الرياضة، خاصة وأنه صاحب قلم قادر على ذلك.

رمز رياضتنا

يقول بوملحه: يبقى جمعة غريب رمزا من رموز الرياضة الإماراتية، فقد كان أول مدرب قاد منتخبنا الوطني لكرة القدم ولعب دورا هاما في مسيرة الرياضة الإماراتية بالإضافة إلى أن القطاعين الشبابي والرياضي من الصعب أن ينسى دوره الطيب في المجتمع.

نتواصل للعام السابع على التوالي، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر بالكلمة والصورة، فالذكريات تعني الكثير لكل إنسان، وتبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، وصور الذكريات هي التي تجسد أصل وأساس الحكاية، لأنها تذكرنا بالأيام الجميلة التي نتمنى أن تعود إلينا من جديد.

 

 

Email