«توم وجيري»!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الوضع الرياضي بالمنطقة، متشابه إلى حد كبير، وخاصة في الاتحادات التي طبقت الاحتراف الكروي، فالمشاكل والأزمات قريبة جداً، تختلف فقط في مسميات الأندية، ومواقف الجهات الرياضية، ففي كل دولة لها نظامها الخاص، كل حسب بيئته وظروفه والاجتماعية، فالمعاناة التي تواجهها الرياضة الخليجية هي واحدة.

فالمفهوم الاحترافي ما زال ضعيفاً للغاية، وتجد إدارة تأتي وتشطب كل أعمال الإدارات السابقة، وأخرى تأتي وتنبش ما قدمت الإدارات السابقة، وهكذا تصبح لعبة «القط والفأر»، أي «توم وجيري»!!، ونقوم بالتصيد لأخطاء الآخرين، من دون أن نضع الحلول المناسبة وتستمر المعاناة، وتبقى القضية واحدة، هو أننا ما زلنا نتخبط ونعيش الاحتراف الوهمي!

وأتوقف عند كلمات قالها الرجل الأول في الحركة الرياضية بالسعودية، جاءت على هامش أعمال الندوة العربية لمكافحة المنشطات التي جرت أول من أمس، وهي بالمناسبة تعطى لها أولوية، ليست مثل بعض المنتديات «البرمجندة»، فقد وضع الرئيس العام للهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد، النقاط على الحروف، حول وضع الرياضة السعودية في الوقت الراهن، والأزمات التي تحيط ببعض الأندية.

فضلاً عن أخطاء الاتحادات واللجان في الفترة الماضية، وما يدور في الوسط الرياضي، من أن هناك شبهة فساد، لدى بعض الأندية، حتى تعرضت للكثير من المشاكل، التي لم تخرج منها حتى الآن، إضافة إلى معاقبة بعضها، من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، بالخصم من النقاط والحرمان.

فالاتحادات ولجان الاحتراف السابقة تتحمل مسؤولية ما تعرضت له بعض الأندية من أزمات مالية، وتراكم الديون عليها، حتى وصل الحال ببعضها، إلى منعها من التعاقدات لفترتي تسجيل مقبلتين، كالشباب والاتحاد.

وهذه الجهات لم تكن فعالة في إدارة الديون، وما يؤكد ذلك السماح لبعض الأندية بالتسجيل على الرغم من تراكم الديون عليها بأرقام كبيرة، مقللاً من فائدة محاسبة الإدارات السابقة في الأندية، التي كانت وراء هذه الديون والمطالبات المالية من مدربين ولاعبين ووكلاء.

وقال الأمير «ليس هناك فائدة كبيرة من محاسبة الإدارات السابقة في الأندية، وعلينا العمل الآن، لإيجاد الحلول المناسبة، لمثل هذه الأزمات، صحيح أن قضية الديون الكبيرة مزعجة، ولكن بدأنا منذ أكثر من عام، أخذ أكثر من خطوة لإيجاد الحلول المناسبة التي تعالج هذه الأزمة».

بطل كأس ولي العهد، فريق الاتحاد، معرض للعقوبة الثانية في فترة قصيرة، وهذا إما سوء إدارة أو فساد، ويضيف الأمير ابن مساعد إذا كان هناك شبهة فساد فعلى إدارته التوجه إلى القضاء والهيئة العامة للرياضة ستساعدها وتقف معها في حال تقديمها دعوى فساد ضد أي أمور تكتشفها من عمل الإدارات السابقة.

معترفاً بأن هيئة الرياضة لم تمارس دورها الصحيح في مراقبة الأندية في السابق، إنه كلام ليتنا نتفهمه ونقرأه جيداً، فقد وضع ابن مساعد اليد على الجرح الذي تعاني منه الكرة الخليجية، المقبلة على تصفيات نارية لبلوغ مونديال روسيا 2018، وخاصة مجموعتنا التي تضمنا مع الأشقاء السعوديين الذين يلعبون أمام تايلاند بعد غد، بينما نحن نترقب موقعتنا مع اليابان في نفس اليوم..

 والله من وراء القصد.

Email