رياضيون في الشوارع!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت ظاهرة استقدام اللاعبين الأجانب، شراً لا بد منه، بعد أن أعلنت الاتحادات الجماعية، الجري وراءهم، وعودتهم إلى ملاعبنا، بعد أن كنا قد تخلصنا منهم رسمياً.

وجاءت عودة الأجانب للمسابقات، مع السماح بمشاركة لاعب واحد فقط، في إطار حرص الاتحادات على عودة الرياضات الشهيدة إلى مكانتها الفنية والجماهيرية، حيث عانت من نقص حاد في الغياب الجماهيري، وهذا الأمر ملموس في كل الألعاب دون استثناء، وحتى مع عودة الأجانب، لم نستفد من الناحية الفنية إلا قليلاً.

وهناك من استفاد منهم «عمولات» من وراء الصفقات التي كانت تتم، وأما على المستوى العام «انسوا»، فقد تابعت هذه المسابقات في مرحلة السبعينيات، عندما كان اللاعبون الأجانب يلعبون في أنديتنا بآلاف من الدراهم، وساهموا في فوزنا بالعديد من البطولات العربية على مستوى هذه الألعاب.

واليوم تعود الاتحادات باتخاذ قرار هام، وتستند على قرار وزاري سابق، تم اتخاذه إبان فترة وزارة الشباب والرياضة، قبل أن تتغير تسمية الجهاز الرياضي الرسمي بالدولة، ولم يتخذ أي قرار آخر يلغي قرار عودة اللاعبين الأجانب، بعد مضي أكثر من 30 سنة.

وتم حرمان أنديتنا من مشاركة الأجانب بمسابقاتنا المحلية؟، والآن، أطالب الجهات المشرفة على الاتحادات، أن تصدر قراراً بإلغاء القرار السابق، لأننا بالفعل أمام مرحلة صعبة، بسبب ما تعانيه الاتحادات من عجز، فتكلفة اللاعب الأجنبي الواحد، يساوي ميزانية الاتحاد نفسه، وهذا منتهى التناقض!!

وترى الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أن قراراً كهذا، يخص الاتحادات، لا تتدخل الهيئة فيه أو تؤثر في أي قرار كان، وعبر هذه المساحة، أكرر رفضي لاستمرارهم، لأن عودة اللاعبين الأجانب، أثرت فنياً في منتخباتنا الوطنية، بسبب اعتماد الأندية عليهم بشكل كبير، كما كان يحدث إبان الفترة الأولى، والتكلفة تؤثر في موازنات الأندية كثيراً، وهذه التكلفة لا تستطيع الأندية، وعددها قليل في هذه المسابقات، من استقدام الأجانب، وهو مطلب الأندية (القاعدة).

وعلى سبيل المثال، أن الجمعية العمومية التي وافقت على عودة الأجانب بالإجماع، هي من تطالب الآن بإبعادهم، وتوقف نزيف الأندية مالياً، لأن «الإفلاس» شبح يطارد الأندية، والإحباط خطر قادم، إذا لم نلحق أنفسنا، فالأندية هي مكان لحفظ الأبناء، ودورها اجتماعي تربوي، بعيداً عن حدة التنافس، الذي وصل إلى حد ضرب «البوكس» ورفع «العقال»، كما حصل بالأمس في أحد الاتحادات الجماعية!!

وإذا كانت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، التي لم تتدخل، وتركت العملية تسير بالأسلوب الذي تراه الاتحادات في مستقبلها الفني، واليوم أطالبها بالتدخل السريع، وقبل أن أختتم، أرسل لي أحد الأصدقاء، ينبه لموضوع هام، ويتمثل في الآتي، أن اتحاد الكرة قرر عمل دوري للشباب لمواليد 2000 و99 و98.

وحالياً، هذه الفئة يشاركون في فريقين 19 و17، ومن العام القادم سيكون فريقاً واحداً، أي أن كل نادٍ سيخرج منه 35 لاعباً إلى الشارع من هذه المرحلة العمرية التي تهدد مجتمعنا، وهو خطأ كبير إذا لم نتداركه، حيث سيتحول هؤلاء الرياضيون إلى عاطلين، يتجولون في الشوارع والمراكز التجارية والمقاهي، وما أدراك ما المقاهي.. والله من وراء القصد.

Email