بيت الخليج الجديد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ أي عمل مؤسسي، لابد أن يكون ناجحاً، فالفردية والاستعراضية والاعتماد على الغير، أي «الاتكالية»، انتهى كل ذلك في عصر الاحتراف، اليوم كل الأمور تغيرت، وأصبحت للرياضة عالمها الخاص، تأتيك بالمكاسب، إذا اشتغلت «صح» وعملت وبذلت الجهد وتحركت، ولم تجلس في مكتبك تنتظر، تجلس على «كرسيك».

 ونبارك الخطوة التسويقية المتميزة التي أقدم عليها الاتحاد الخليجي لكرة القدم، معلناً انطلاقته القوية بعد سنوات طويلة من عمر «بيتنا الكروي»، دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم، وجاءت هذه المرة بشرة خير في بداية الخطوة الأولى العملية، لبدء رحلته على أرض الواقع، بعد إشهاره نهاية العام الماضي.

 فقد وقع الاتحاد الخليجي اتفاقية الحقوق التجارية الدولية مع شركة (إم بي سيلفا) العالمية، بعقد مدته 14 موسماً، بداية من الموسم الحالي 2017 وحتى الموسم 2031، وأصبحت الشريك الاستراتيجي للاتحاد.

 فيما يخص تسويـق الحقوق الإعلامية وصفقات حقوق البث والحقوق التجارية لجميع مسابقات كرة القدم المنضوية تحت مظلته، وتتضمن روزنامة الاتحاد الخليجي، بطولة كأس الخليج في كل الأعوام الفردية، ابتداءً من عام 2017، وتنظيم بطولة الأندية في الأعوام الزوجية ابتداءً من عام 2020، واستضافة قطر خليجي 23، في الفترة من 22 ديسمبر إلى 5 يناير المقبلين، والإمارات خليجي 24 في عام 2019.

■ وسعادتي كانت كبيرة بهذا المشروع، عقب توقيع هذه الاتفاقية، وكلنا أمل في أن نرى التعاون المثمر والبناء، الذي تؤسس له هذه الاتفاقية، وسيعود بالنفع والفائدة على منظومة الكرة الخليجية، وستحقق طفرة كبيرة بكل تأكيد، وأرى أن المشروع الخليجي الكبير، هو مشروع وطني أهم، نحو إقامة تعاون طويل الأمد مع واحدة من كبرى الشركات الدولية الرائدة عالمياً.

 فالبث والحقوق التجارية، أصبح واقعاً، وهذه دعوة لكل هيئاتنا المتلفزة، بأن تتحرك وتتخذ الخطوات العملية، من خلال الاستفادة من تجاربنا السابقة، ونستفيد من أصحاب الخبرات في المجال الاستثماري والتسويقي.

 ويتفرغ البقية من فرق العمل التلفزيوني، إلى وضع تصورات وأفكار تخدم المشاهدين، من أجل التنافس على إرضاء وخطف المشاهد«المشفر»، فلا نقل مجاني، كما تعلمون، في بطولات الكرة القارية والإقليمية والدولية، وهذه أصبحت في خبر كان، يجب أن نتحدى أنفسنا، بالفكر الاستراتيجي، ونخطط له وندرس ونضع الأسس السليمة.

 وندخل في الحوار البناء الهادف، بعيداً عن الفوقية، وننسى تريداتنا الدائمة، «نتكلم نحن، سنعلن، ونحن سنقول ونحن سنكسر وسنوفق»، لقد انتهى زمن نحن، واليوم هي مرحلة العلم والدراسة، وأقول لكم، نحن جميعاً نحب كرة القدم، ونعلم مدى أهمية كأس الخليج، وشغفنا بها على مدى أكثر من 40 عاماً وحتى الآن.

 ونطالب مسؤولي اللعبة، بالالتفاف حول البيت الخليجي الجديد لكرة القدم، لمواصلة تحسين وتعزيز الفرص لانتشار أكبر في منطقتنا، ضمن منظومة الأعضاء المؤسسين، وفي ضوء القيم التربوية والثقافية والإنسانية، التي توحدنا، والروح الجماعية التي نتقاسمها جميعاً، والتي تهدف إلى غرس ثقافة وقيمة الرياضة في المنطقة، لتحقيق مزيد من التنمية..
والله من وراء القصد.

Email