كلما كانت قديمة أحلى!

ت + ت - الحجم الطبيعي

محبة الناس رزق عظيم من الله، وكنز ليس له ثمن حتى لو أنفق المرء عليه مال الدنيا، اللهم ألف بين قلوبنا وسدد خطانا، وارزقنا من الخير ما ترضى لنا، لم أتوقع أن تنال زاويتي الثلاثاء الماضي، بعنوان رد الجميل، ردة فعل الزملاء الصحافيين العرب الكبار على مستوى رؤساء التحرير، فقد كتب الزميل سعد المهدي في الرياضية السعودية «أقتطف جزءاً من مقاله»:

كان يمكن أن يتحول (الصحافي سعيد غبريس) إلى (رجل الأعمال أو الثري غبريس)، لو أن البعض من الذين كانوا يتتبعون بارتياب وشك رحلاته إلى دول الخليج، التي لم تنقطع لأكثر من 30 عاماً مضت، لو لم يكذبوا بقولهم إنه ليس أكثر من مستفيد يخفي وجهه بقناع الصحافة، وأشهد الله أنه ليس إلا صحافي، ولم يكن ولا يريد أن يكون أكثر من ذلك».

لم تكن مشكلة الساحة الخليجية الإعلامية أنها كانت مفتوحة على كل الجنسيات العربية وغيرها، فتلك ميزة، بل في ضعف قدرة المسؤولين عن وسائلها وعن الرياضة التمييز بين الصحافي الذي يمكن أن يضيف، والآخر الذي جاء للاسترزاق وحسب، كذلك خلط الوسط المهني بين الصادق والأقل صدقاً، والمنافق والمجامل أوالكذاب، ووضعهم جميعاً في سلة واحدة عند الحديث عن أسماء صحافية عربية.

عاشت مراحل البدايات، وأسهمت في ما شهدته الساحة الإعلامية والرياضية الخليجية من تطور في ما بعد، التي ما كان لها أن تعز على صحافي أفنى جل حياته الصحافية، يكتب عن الشأن الرياضي، بلا حدود فاصلة، عكس التقلبات السياسية، وغير مبالٍ بها وجعلته إلى يومنا هذا في القلب من كل أوساطنا الإعلامية والرسمية الخليجية رغم كل ذلك.

أما الزميل بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية: معلقاً على ترحيبنا بالزميل بوشادي «أتمنى من كل مؤسساتنا العربية الناشطة في مجال الإعلام بمختلف أجناسه وصنوفه، أن تتنبه إلى تراثنا الصحافي الرياضي، فتكرمه وتوثقه، فهو خزانة إذا ما رحل رموزها احترقت».

شكراً لهذه الأجواء الطيبة التي تجمع ولا تفرق، فهذا هو جيل القيم، صدقتم أعزائي فإن الكثيرين يأتون ويرحلون ولا نجد لهم أثراً في حياتنا، برغم أنهم نالوا كل شيء، ولم يقدموا أي شيء سوى تهريج وتطبيل صحافي، بل إنهم للأسف إذا ذهبوا أنكروا الجميل.

ونسوا فضل صحافتنا عليهم، حيث تعلموا هنا، وحققوا لهم مكاسب لا تحصى ولا تعد، فلم تستفد رياضتنا منهم أي حاجة تذكر للتاريخ، فمثل هذه الفئة ليس همها وهدفها هو الثراء والكسب من دون أن تقدم عملاً صحافياً نتذكره، فلا نتذكر سوى «الفبركة والهمبكة»! فنحن في زمن قل الإنصاف والوفاء!

أختتم زاوية اليوم، حيث أرسل لي الزميل العزيز محمد جاسم الكاتب في الزميلة الرؤية، مقولة للشاعر الكبير الراحل نزار قباني: «كل شيء جديد حلو.. إلا الرفقة كلما كانت قديمة كانت أحلى».. والله من وراء القصد.

Email