زادت عن حدها!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■قلبي مع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، في الجولة المقبلة، من تصفيات كأس العالم روسيا 2018، والتي سيواجه فيها نظيره الياباني، وبعده سيلعب أمام المنتخب الأسترالي، وهما موقعتان لا تقبلان القسمة على اثنين، ولدينا الأمل في تحقيق الحلم والصعود إلى نهائيات روسيا، وكلنا خلف المنتخب، ننسى ما فات من خلافات، ونفكر فقط في «الأبيض» أولاً وأخيراً، ونبعده عن الأجواء المشحونة، والتي سببت قلقاً وتوتراً وتأثيراً في الساحة الكروية، وانعكاس الحالة المؤسفة التي وصلنا إليها، فليس هناك صفاء للنية والقلب، والكل طايح في الثاني، بعد أن فرضت الاستعراضات، وأعني «الألسنة الطويلة»، نفسها، وأصبحت الساحة تغلي، مشحونة على الآخر، وقد تجاوز الأمر حدود الجماهير، ووصلت إلى النخبة، أي الزملاء الإعلاميين، وصارت القضايا متداولة بين المنابر الإعلامية، وهنا خطورة الأمر، فالجهات رسمية وحكومية، وتعال اسمع وشاهد و«واطمش»، أي شاهد وشوف!!

■إن قلبي يحترق، لما أشاهده وأسمعه من أعزاء لنا في الإعلام الرياضي، بعد أن تحول أي موضوع إلى صراع الديوك على الهواء مباشرة، بطريقة فجة، أساءت للإعلام كمهنة نزيهة، وبريئة من البعض الذي يريد أن يركب الموجة، ليطبق مقولة «خالف تعرف»، حيث يسعى البعض لاصطياد البعض الآخر، وإدخالهم في قفص الاتهامات، وتبادل الشتائم بطريقة تسيء لمفهوم الإعلام، وتحولت بعض البرامج التي تغطي الأحداث الرياضية، خاصة الآنية، سواء المتعلقة بالمنتخب أو اتحاد الكرة، أو قضية الموسم «الفاندرالية»، إلى (ردح) بين الجميع، يستعرضون بألسنتهم، بينما البقية جالسون «كومبارس»، ولا أدري كيف يرضى الواحد بأن يجلس مستمعاً عدة ساعات في الاستوديو، إنها فعلاً برامج تحرق القلب على الهواء (فالشر مو عليهم، على من يطلعهم)!

■سعدت بالدعوة الكريمة التي تلقيتها من ندوة الثقافة والعلوم بدبي، للمشاركة في محاضرة عن الإعلام الرياضي، فهذه المؤسسة، أخذت على عاتقها منذ نشأتها، تقديم أعمال وطنية تسهم في ارتقاء الفكر الثقافي والفني والإعلامي، والرياضة جزء أصيل من نهجها، كون أن رئيسها وأعضاءها، هم في الأساس رياضيون، خدموا الحركة الرياضية منذ قيام الدولة، وساهموا في بناء اللبنة الأولى لتطوير مسيرة الإعلام الرياضي، ومنهم من كتب في مجلات الأندية زمان، عندما كانت للأندية دورها الثقافي الاجتماعي الإنساني، على عكس اليوم، صراعات ومهاترات ومحسوبيات ومجاملات، فضاعت هويتها، وأصبحت مكاناً للخلاف والنزاع، واستعراض العضلات و«الشو»، ولم تعد تؤدي دورها المعتاد والحقيقي، على عكس فترة البدايات، عندما كنا نمارس الرياضة كمفهوم إنساني حضاري، ويجمعنا الحب وروح الأسرة الواحدة، وكان لدينا إعلام رياضي متميز، وبرامج هادفة تخدم المجتمع وتثقفه، ولا تثيره، وكان العاملون فيها من شباب الوطن، يذهبون للدراسة في الخارج، وعندما يأتون خلال فترة توقف الدراسة الجامعية، نجدهم على شاشات التلفزيون، يسهمون ويقدمون الكلمة والصورة، بطريقة تختلف عن هذا الوقت الرديء، الذي أصبح يحرق قلوبنا، لتفاهة ما نراه وما نسمعه، وزاد عن حده بشكل مبالغ فيه، اللهم اهدهم وأصلحهم... والله من وراء القصد.

Email