في لمح البصر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶالكرة غدرت بمنتخب الفراعنة، وذهبت الكأس الأفريقية لأسود الكاميرون، هكذا هي اللعبة المجنونة، التي يعشقها العالم بأسرة، خاصة الأفارقة، الذين قدموا لنا فصولاً رائعة من فصول كرة القدم في مونديال القارة السمراء، حقاً وقفت «الكرة» عنيدة أمام تحقق الحلم العربي، في مشهد وحدنا جميعاً، بعد أن فرقتنا السياسة، إلا أن الكرة وحدتنا في الجابون، فلم يكن في الإمكان أفضل مما كان، هي خلاصة نهائي قمة الكرة الأفريقية، في نسخة الجابون 2017 ، والتي انتهت بتتويج الأسود بالبطولة، على حساب الأشقاء المصريين، وبعد 90 دقيقة مثيرة، بدأت بسعادة وفرحة عربية، ولكن للأسف انتهت بفرحة كاميرونية!

Ⅶ ولأول مرة، تفوز الكاميرون في النهائي على مصر، حيث كانت قد خسرت من قبل مرتين، كانت فيهما الكلمة للفراعنة، وهذه المرة كنا في أشد الحاجة لأن نفرح، في ظل الأوضاع العربية والمصرية الحالية، ولكن الحظ العاثر وغياب التوفيق لم يمهلانا، وحزنّا على ضياع اللقب، وثأر الأسود بعد 31 عاماً، وتسببوا في أن يزيدوا من آلامنا ويحرمونا من تحقيق الحلم الوردي، الذي انتظرناه بفارغ الصبر، حتى نحتفل جميعاً بالفراعنة، كما فعلنا سابقاً، وتمكن عيال الكاميرون المحترفون، من سرقة الكأس منا، في مشهد أطاح أحلامنا، خاصة أننا تجمعنا كوننا عرباً مع إخوتنا المصريين المتواجدين في كل البلاد العربية، فمن منا يستغنى عنهم، فهم أحباء لنا، شاركونا في كل الأوقات، لهم معزة خاصة في قلوبنا جميعاً، ويكفي أنهم أبناء «أم الدنيا»، فقد تابعنا جميعاً الموقعة الكروية النارية، والآن علينا أن نؤمن بأن كرة القدم لا تعرف إلا من يفوز، وعرف كيف ينتزع النصر؟ وأقول: إن لاعبينا أضاعوا الكأس من بين أيديهم خاصة أنهم تقدموا بالنتيجة في البداية، ولعبوا مع منتخبات أقوى من الكاميرون، وحققوا الفوز بسهولة، ولكن خاب ظننا، بعد أن شعر اللاعبون في لحظة أن الكأس باتت قريبة، لنفقد البطولة في لمح البصر!

Ⅶ وأعتقد أن قلة خبرة بعض لاعبي الجيل الحالي، كانت سبباً مباشراً، لأن مثل هذه المواجهات القوية والحاسمة، تتطلب خبرة وتركيزاً شديداً، ولكن قوام المجموعة الحالية في قائمة الفريق المصري خبرتهم لا تتعدى 90%، حيث لم يلعبوا في النهائيات الأفريقية من قبل، باستثناء الحضري وفتحي والمحمدي، وظهر ذلك واضحاً في عدم حفاظ الفريق على الهدف والخروج به، دون أن تهتز شباك الحضري، الذي فاز بلقب أفضل حارس، وسط بكاء شديد بعد الانتهاء من المباراة، حزناً على أن كتابة تاريخ جديد حافل مع الفراعنة لم تكتمل، عموماً، نقول «هاردلك» لفريقنا العربي، الذي مثلنا خير تمثيل، ويكفي أن وصوله إلى النهائي في حد ذاته إنجاز يحسب لهذه المجموعة، التي سيكون لها شأن كبير مستقبلاً، ونأمل أن تعاد سياسة الرياضة المصرية والكروية خاصة، بعد المشوار الأفريقي الناجح، وأن تعود الحياة إلى ملاعبها بحضور الجماهير المصرية، التي تعشق كرة القدم، والدليل من شاهد التواجد الكبير، والحرص الشديد من جماهير مصر على متابعة اللقاء في المقاهي، بما يفوق الوصف، وبالتالي «حرام»، ألا تجد تلك الجماهير مكاناً لها في المدرجات، وهم أهم عناصر نجاح اللعبة، وعودتهم تعني الكثير، والمنتخب الكروي له دور مؤثر في توحيد المصريين.. والله من وراء القصد.

Email