الخلوة الرياضية

ت + ت - الحجم الطبيعي

*مع قيام الدولة، حرصت القيادة على الاهتمام بالإنسان، حيث تعتبره الثروة الحقيقية لهذا الوطن، فالإنسان يجب أن نعتني به، ونوفر له الرعاية، فلا فائدة للمال من دونه، ومن هذا المبدأ والمنهج، سارت الدولة على الثوابت والأسس، التي وضعها المغفور له زايد، طيب الله ثراه، وسار على النهج نفسه، القائدان خليفة ومحمد، حفظهما الله، حيث أصبحت نبراساً لبناء الإنسان الإماراتي، فالهدف بناء جيل يتحمل مسؤولياته، ويواصل مسيرة التقدم، والقائد أعطى الأولوية في الاهتمام، ببناء الإنسان ورعاية المواطن في كل المجالات، وفي جميع الأماكن بالدولة، لان الإنسان أساس التنمية.

*وليس أفضل وأهم وأجمل وأسعد من هذا اليوم، الذي احتفلنا فيه أمس، في الخلوة الوطنية، التجمع الأول لتفعيل وإطلاق برامج ومبادرات عام الخير، بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور نخبة كبيرة من الشخصيات الحكومية، والوطنية، في مكان جميل وهو مربط دبي للخيول العربية، وكم كنت أتمنى أن ننظم حدثاً رياضياً، تحت هذا الشعار، يختص فقط بالأسرة الرياضية، يناقش همومنا وواقعنا، بعيداً عن صدعة الملاعب والمكاتب والمشاكل، ليكون تحدياً أخر لأبناء الوطن، نتحاور ونناقش ونتطلع، لرفع مكانة الرياضة في عهد «الاتحاد»، والتي حققت الكثير من القفزات، وارتفع علم بلادنا عالياً خفاقاً في كل المحافل الشبابية والرياضية، وهو ما رفع كثيراً من أسهمنا، وأصبح اسم (الإمارات) مميزاً بين الدول المتقدمة حضارياً في العالم، لأن الرياضة تختلف عن غيرها، فهي مليئة بالأحداث والأزمات التي لا تنتهي، ولا يمكننا أن نديرها ونصححها بالقرارات واللجان والاجتماعات المغلقة، ويمكن التغلب عليها عبر اللقاءات المفتوحة، والحوار الصادق، وبصدر رحب، نستطيع من خلاله أن نرمي كل خلافاتنا وراء ظهورنا، ونستفيد من الأخطاء، فما يحدث الآن على الساحة، بحاجة الى «خلوة» حقيقية، نابعة من القلب، من منطلق التوجه السياسي الحكيم، بضرورة أهمية الرياضة الاماراتية في الترسيخ لمعاني الإنسانية العديدة، ولنجاح مهمة أبنائنا، وتتحقق أحلامنا، ولنترك الإجابة لمن يعنيه الأمر!

*واليوم، ونحن نحتفل بهذه الخلوة الوطنية التاريخية، نتمنى أن يكون لنا كوننا رياضين، خلوة مماثلة قريباً، يتولى الإشراف عليها، الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أو اللجنة الأولمبية، لتحقيق الأهداف من خلال الرياضة، التي أصبحت اليوم، تشكل منعطفاً مهماً في حياة الشعوب والأمم، وأملنا كبير في تحقيق هذه الأمنية، وتنفيذ هذا الدور الحيوي، والمضي قدماً في تحقيق مواصلة الإنجازات الرياضية، بعيداً عن الصراعات والخلافات!، ومن خلال قطار«الشباب والرياضة» نستطيع أن نحقق أهدافاً سامية، وعلينا جمعياً الاستفادة من تجارب الفترة الماضية، حتى نتغلب على ما يواجهنا من عقبات، لكي يؤدي شباب اليوم، دوره الحقيقي، في أجواء تسودها الروح الرياضة السمحة، فالشباب هم الشريحة الأهم في العملية التنموية، في كل المجالات، ومن هذا المنطلق، أرى أهمية مثل هذه المبادرات، في دعم مسيرة الخير مع عام الخير، وصباح الخير يا وطن الخير.. والله من وراء القصد.

Email