ليتنا نتعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ــ لكي نفيق من قضايانا ومشاكلنا الرياضية، لا بد أن يكون لدينا فكر إداري، يتبعه إصلاح بمعنى الكلمة، أي نُسيّر أمورنا، وفق منهج إصلاحي واضح المعالم، فعند حدوث أي أزمة، أو مشكلة رياضية طارئة، يتطلب أن يكون هناك، لقاء مفتوح، نناقش فيه أمورنا بهدوء وتروٍ، بعيداً عن القيل والقال، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة، وللأسف مع مطلع هذا العام، أقاويل وشائعات، ملأت الشارع الرياضي، وهذه ظاهرة خطرة، يجب أن توقف عند حدها، وهناك فرق بين الإثارة المقبولة، والإثارة المجنونة، وهاتان الإشارتان واضحتان، لمن يهمه الأمر، فقد طغت الإثارة بوجه عام على الإصلاح، واستبدلناها بالتحطيم، وقد استوقفني، ما حدث في لقاء الرئيس الفخري سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مع مروان بن غليطة رئيس تحاد الكرة، ولفت انتباهي دعوة «بو زايد»، التركيز على المنتخب الوطني، والابتعاد عن المهاترات، التي، لا قدر الله، قد تضر اللعبة، وهذه الحكمة، كانت رسالة من سموه لدعم مسيرة الأبيض.

ــ  هذه الأزمات الإدارية، نعتبرها سحابة صيف وتزول، بعملنا الاجتهادي، ونحن في زمن الاحتراف، لا نقبل هذه الحالات، ومن أخطأ فعليه تحمل المسؤولية، وهناك حل آخر، يتمثل في العودة إلى الجمعية العمومية، وتعديل اللوائح، وفق المصلحة العامة، وأعتقد أن اتحاد الكرة، لا يقبل أي تشكيك في ذمته، فهو مسؤول، وبالتالي مسؤول عن رعيته، ومن الضروري أن يكون الاتحاد قوياً، ويضرب بيد من حديد، على يد كل من يريد أن يسيء إليه، فالخطأ واضح، وفردي، لا يسجل باسم المنظومة الكروية، كما قال بن غليطة في حديثة التلفزيوني مع قناة دبي الرياضية، مع العائد عدنان حمد، فقد كانت ردوده أكثر إقناعاً، ونجح في أن يكسب تعاطف الكثيرون، بل كان منظماً ودقيقاً، وليس متوتراً، برغم الأسئلة الاستفزازية، التي وجهت له، فخرج الرئيس فائزاً، واستطاع أن يرد بكل دبلوماسية، وحقق هدفه، وأرى أن لقاء المنصة «رفعت» ورجحت كفة الرئيس!

ــ وطالما نعمل بعيداً عن العمل المؤسسي، تكثر حالات «الزعل» والعتاب، وتكثر ظاهرة الاختلاف، ليس فقط في القاعات، بل تصل إلى خارجها، وبدأت تظهر علناً ونسمعها من هنا وهناك، وفي البرامج، برغم التنبيه على «البعض» بعد التطرق والتحدث إلا بالمشورة والاتفاق، حتى لا نخلق أي بلبلة في الساحة، وأقول: كان بالإمكان أن تتم وفق أسلوب أفضل، لكيلا ندخل في الحرج، فلا يجوز ما حصل، فالقضية خطرة، تهدد كيان الرياضة، وليست الكرة فقط، هناك أساليب أفضل يمكننا أن نوجهها لكل من يريد أن يعمل في عصر الاحتراف، يجب أن نعمل وفق أصوله وبدقة متناهية، وأعتقد أن اتحاد الكرة، لديه القدرة في هكذا الأمور، فلا خوف عليه، ولكن لمن يريد أن يوظف هذه الطاقات بالصورة الصحيحة، وهذه مسؤولية مجلس الإدارة، وليست لجنة، نريد عملاً منظماً جماعياً، نريد صوتاً واحداً، ينقل هموم اللعبة، ولا نريد من الكل أن يدلوا بصوته، وتلك هي الكارثة، أن لدينا أكثر من متحدث، وعشرات يتكلمون باسم الاتحاد، بل يجب أن يترك الأمر لأصحاب التخصص، ومثلاً الرجل القانوني المختص عليه أن «ينور» الناس، ولا نريد أن نسمع (قالولي، وأعتقد)، ليتنا نتعلم..والله من وراء القصد.

Email