صوت أم كلثوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ــ في الجو غيوم تشهدها ساحتنا الكروية خاصة بعد انقسام وخلافات على صعيد قضايا عدة لم نجد لها حلاً سواء المتعلقة بتسجيل اللاعبين مثلاً «فاندرلي» أو حتى نتائج بعض المنتخبات وهلم جرا، نجري وراء الإثارة لمجرد الإثارة فقط، وهي ليست جديدة على مستوى رياضتنا، لأننا تعودنا بأن تشهد هكذا حالات، بسبب قوة رياضتنا بإمكاناتها التي تصرف «البلاوي»، بحجة أننا لدينا الاحتراف المدعوم حكومياً، ولكن لو تعمقنا واقعياً فسنجد أن من يدير المنظومة ناس هواه، وفي الشأن نفسه نلاحظ أننا لا نبحث ونتعب أنفسنا عن الأفضل في التعاقدات مثلاً مع المدربين، بل نذهب إلى المدربين الذين يتم الاستغناء عنهم هنا أو خليجياً، وينتظرون الدور للعمل بالمنطقة، ونتعاقد معهم بحجة «الكرة» احتراف فمثلاً زوران الكرواتي مدرب النصر السعودي بعد فشله في الرياض تم التعاقد معه مدرباً للعين بدلاً من مواطنه زالاتكو، الذي أصبح أيضاً مرشحاً للنصر السعودي، وهنا الأزمة من يقود أنديتنا المحترفة، فمن ليس له علاقة يأتي لمدة شهور أو سنين يهدم ويحطم «ما بُني» طوال السنين لمجرد أن تغييراً قد حصل، القادم يكسر، والمغادر يبدأ حملة التشهير، ويشتغل على من تولى مكانه وتصبح فوضى في فوضى! فالانشقاق هو شعارنا للأسف، فهذه ثقافتنا نعتمد عليها، وننسى البعد الإنساني، حيث تشهد الساحة الرياضية حالياً أجواء ملغمة بالغيوم، لأننا فتحنا على أنفسنا القضايا الخلافية سببها واحد هي الغيرة والحسد والحقد، والعياذ بالله ناهيك عن المصالح الشخصية وتأثيرها على الصالح العام، فليس غريباً ما جرى من تداعيات مؤسفة، خلال الفترة الماضية، فهناك المزيد من المفاجآت في الطريق ستظهر في الأيام المقبلة فانتظروا بقية مسلسل الخلافات فهو مستمر ولن ينتهي!

ــ أعجبني ما كتبه الزميل الكبير عبد الرحمن فهمي في جريدة الجمهورية المصرية «عام نكسة 1967 قالوا إن: «أم كلثوم والكورة هما سبب النكسة»، قالوا صوت أم كلثوم ومباريات الكرة هما «أفيون الشعب المصري!». توقفت الكرة في الملاعب وعلى صفحات الجرائد والمجلات وشاشة وميكروفون الإعلام. تأثر الإعلام كثيراً خاصة الصحف، التي انخفض توزيعها، وبالتالي قلت ألإعلانات التي تعتمد الصحف على إيراداتها!

ــ نحن نقول: إنه مع تعمقنا مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أصبح يسيطر على محيطنا، بعد أن زادت استخداماتها بين كل شرائح المجتمع بدءاً من الأسرة، وانتهاء بالمحيط الخارجي باختلاف الأعمار والثقافات أصبح للكل المساحة المتاحة له بأن يغرد ويقول ما لا يقوله، بل أصبحت كلمتهم قوية ومؤثرة، لأنها من دون رقيب ولا حسيب مع هذا الانتشار السريع، وسهولة الاستخدام بأقل التكاليف في أي وقت وزمن يلعب دوراً خطراً إذا لم نجد مع أنفسنا كيفية السيطرة عليها بالرقابة الذاتية. واليوم تأتي إشارة التواصل التي تسيطر على عقولنا بجانب بعض البرامج المتلفزة، والتي يتحول فيها البعض إلى أبطال وشطار في «الحكي».. والله من وراء القصد.

Email