أين الخلل؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، ونكون واقعيين، لا بد أن نضع يدنا على الخلل الفعلي، الذي نراه الآن في الساحة الرياضية خاصة الكروية، لأن بقية الرياضات، كان الله في عونها، تعمل بأقل درجات من الموازنة، التي لا تساوي مصروفات لاعب أجنبي واحد في الفرق الكبيرة «المرفهة»، التي تصرف «البلاوي»، وحتى نكون منصفين وموضوعيين، وحتى لا نظلم طرفاً على حساب طرف آخر، يجب أن نكون في منتهى الشفافية في احتجاجنا واعتراضنا، ولا ننكر أن الساحة الاحترافية، تحولت إلى انحرافية للأسف!

منشغلة حالياً بموضوع الحوكمة والمال والشفافية والتحكيم والعقوبات والغرامات، وكلٌ يغني على ليلاه، ولم نكتف بذلك فقط، بل تحولت الأمور إلى تحد وسباق في زمن، يغرد فيه أكثر من شخص على حسابه، أو بتصريح انفعالي أو عاطفي من الملعب، الذي يشرف عليه لجنة دوري المحترفين، وبصراحة أنصح لجنة دوري المحترفين، بعدم السماح للقاءات التلفزيونية داخل الملعب، وتحويلها لمكان مخصص داخل إحدى الصالات في الأندية، في الاستاد نفسه، وما أكثرها، فالحوارات المباشرة من أرضية الملعب، أمر خطأ، ويجب أن نعمم ذلك قبل الجولة المقبلة في الدوري، ونخطر كل الجهات المعنية على الأقل، حتى نحافظ على قدسية ومكانة هذه الساحة، التي خصصت للتنافس الشريف، بعيداً عن السب والاتهامات، التي زادت في الآونة الأخيرة، وتلك مسالة في غاية الخطورة!

Ⅶ ومن حق كل مسؤول، وكل محب لناديه، أن ينشغل ويتأثر بنتائج فريقه، صحيح أن هناك أخطاء تحكيمية واضحة، ولكن بأمانة، لا أعتقد أن حكامنا المواطنين، يفكرون مجرد فكرة، أن يتعاطفوا مع أحد على حساب أحد، ولكن ندعو أصحاب القمصان السوداء، إلى عدم التعالي والتكبر والتعاون مع اللاعبين بروح رياضية، وعدم ترك فجوة ومسافة بينهم، لأني شاهدت بعض الحكام، يتعامل مع اللاعبين بفوقية، وهذه إحدى أكبر السلبيات، والكرة لا يوجد فيها كبير وصغير، وعلى الحكام مساعدة أنفسهم، وأحترم من يفكر في هذا الأمر، لتطوير مستوى اللعبة تحكيمياً وإدارياً وتنظيمياً، ومن يفكر في الحلول، له مني التحية والتقدير والاحترام، ولكني أعتب وبشدة، على التعصب والتوتر والتشنج اللاداعي، في بعض الحلول المطروحة، يجب أن نفرق وبقوة ووضوح بين الأخطاء التي تشهدها ملاعبنا، واليوم نضيف إليها التصريحات والتغريدات، التي أصبحت اليوم تخطف الأضواء، وهناك من استغلها، فملأ الساحة بها في ظاهرة لا رياضية، وبالتالي يدفعون ضريبة هذه الفئة، وتخسر الأندية جوانب معنوية ومادية، بسبب تغريدة في أسطر، أو زلة لسان، ويجب ألا ننحدر لمستوى يسيء إلينا، خاصة أن وفد الاتحاد الآسيوي حالياً في البلاد، يقرأ ويشوف ويسمع، وبالتأكيد هذا اللغط في الساحة، ليس في مصلحة كرة الإمارات، التي تعاني من غياب المتابعة والمحاسبة، في الأندية وهي الأساس، فمن يتحمل مسؤولية تردي الأوضاع؟ لا أعتقد أن أي مسؤول يمكن أن يسكت عما نراه في محيط مسؤوليته، إلا إذا كان مشاركاً في هذا الخلل، وأتمنى من كل قلبي، عدم الاستعجال في التصريحات الرنانة، والتهديد اللاداعي والوعود الكلامية، التي أثرت كثيراً على الساحة، ونحن في غنى عنها.. والله من وراء القصد.

Email