رحل بوعادل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأسرة الأهلاوية الرياضية، افتقدت عاشقاً لها، برحيل المرحوم أحمد شريف «بوعادل»، القطب الأهلاوي الذي أعطى من عمره أكثر من 47 سنة في حب النادي، منذ بداية السبعينيات، عندما تولى الإشراف على فريق الكرة الطائرة، حيث كان يحب ويشجع النادي بطريقة من الصعب أن تتخيلها، لقد كان، رحمه الله، صديقاً وشريفاً ومحبوباً، يحب أن يخدم الناس ويساعدهم في أي طلب.

وكانت له ميزة واضحة على أي مجلس يزوره، بالأخص في منطقة الجميرا، حيث يتذكرونه، فهو أحد أهم رواد مجلس مطر الطاير، والذي يتميز «بالنصراوية»، إلا أنه ظل يدافع ويردد اسم ناديه في كل الظروف والأوقات، لم يتركه حتى عندما هبط إلى مصاف دوري الدرجة الثانية عام 95، ظل يتابع ويذهب لمتابعة الفريق أينما لعب، بل كان مؤمناً بأن فريق الأهلي سيعود أكثر قوة، كما في فترة السبعينيات، في مرحلة السيطرة والتفوق مع النصر..

فالمحبون للأندية زمان، يختلفون عن محبي ومشجعي الأندية في وقتنا الحاضر، وللأمانة، نقول ونكتب هنا، فارق كبير وشتان بين حب القديم والجديد، فالقدامى يدافعون بغيرة وحماس، بل يدفعون من جيوبهم، ويساعدون الإداريين في مجلس هذه الأندية.

وفي تلك الحقبة، كان المشجعون يدفعون الرسوم الرمزية، ويحصلون فقط على بطاقة لدخول المباريات، بينما اليوم، يتسببون في خسارة فرقهم، بل ويورطون أنديتهم من خلال شعارات أو حركات صبيانية أو تصرفات غير مقبوله، «تودي» في داهية، كما حصل في الجولة الأخيرة في دوري المحترفين.

لاحظوا الآن، الكثير من الأندية تعرضت لهزات عنيفة بسبب فوضوية محبيهم، وصلت إلى العقوبات والغرامات المالية، بينما محبو وعاشقو زمان غير!

لقد كان شريف محبوباً بين الرياضيين، وكان يؤمن إيماناً مطلقاً بدور الرياضة ودوره في تطويرها، وكان صديقاً وفياً، في أصعب الظروف الصحية، يبتسم لك ويبادر دائماً «شيء تأمرني»، أي أنه يقضي حاجات الناس لوجه الله، هكذا عرفته قبل 40 سنة، فقد أحب الناس وأحبتته لأنه من النوادر القليلين مروا في حياتي.

رحمه الله بتواضعه وبساطته الإنسانية، وقبل وفاته، كان همه الأهلي، وثق كل الثقة بأن الفرسان ستعود لهم شخصية البطل الذي يدافع عن لقبه، فقد حقق الأهلي فوزاً ثميناً على منافسه التقليدي وخصمه العريق قبل وفاته بساعات، ليعود الأهلي في مركز الوصيف، بعد الفوز في المباراة التاريخية، وبعد الفوز، فجأة، ازدحمت شبكتا الاتصالات النقالة مساء برسائل نصية قصيرة، تنعى أحمد شريف.

كان يلفت الانتباه بحضوره في أي مجلس أو مكان يحضره، وقبل مباريات الأهلي، يأتي لمقر النادي شخصياً، للحصول على تذاكر المباراة، أو حتى تجديد بطاقة الهوية، أحب النظام وتعاون مع كل الأفراد، لأنه تعود عليها، فقد عمل ضابطاً في شرطة دبي في فترة السبعينيات.

رجل قاوم المرض، ولكن إرادة المولى بأن نودعه في يوم مبارك، لا نقول إننا سنفتقده، رحمه الله، نسأل الله أن يجمعنا وإياه في الجنة.. لم يترك الرياضة، حتى وهو في مرضه ودخوله المستشفى، رحل الرجل الطيب، وتركنا.. والله من وراء القصد.

Email