صراع «الخطاب»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

*تنطلق اليوم في نادي الضباط بشرطة دبي، فعاليات المؤتمر الدولي «الرياضة في مواجهة الجريمة»، بمشاركة العديد من الجهات المحلية والدولية، وحضور نخبة من المختصين، لما لهذا الحدث الكبير من أهمية كبيرة، من حيث المحاضرات القيمة، التي تلقى في هذا الخصوص والتوصيات البناءة، التي تخرج من المؤتمر، وقد نجحت شرطة دبي في تقديم صورة معبرة عن كيفية ضبط شغب الملاعب، وهو الأمر المقدس لنا جميعاً، ومثل هذه المؤتمرات لا بد أن نشجعها ونقف معها، لأنها ضرورة حتمية في توعية الرأي العام، وتحظى بدعم إعلامي كبير من القنوات الرياضية.

ووسائل الإعلام الأخرى، لأهمية الدور التوعوي والإرشادي، فأصبح المؤتمر له مكتسباته بكل فعالياته، وتحرص شرطة دبي على إقامته بشكل سنوي حالياً، وهي التي خرجت العديد من الإداريين واللاعبين، الذين يتبوأون العديد من المناصب الرياضية الكبرى، لأن رجال الشرطة، يؤمنون بأهمية دور الرياضة في المجتمع، وشرطة دبي تحديداً تلعب دوراً هاماً في مسيرة الرياضة الإماراتية فلها التحية.

* ولأهمية المؤتمر، علينا جميعاً أن نتابع تفاصيله، لكي نستفيد من هذه التجربة خاصة لإعلاميين، فليس كل من جلس وراء الميكروفون، صار معلقاً أو مذيعاً، وليس كل من كتب كلمتين، أصبح صحافياً وكاتباً وناقداً، لا بد أن نتعلم من الدروس، لأن شغب الإعلام تأثيره أكثر على شغب الملاعب، فما حدث ويحدث من معارك سياسية بين البلدان عالمياً وعربياً، سببه شغب الإعلام، فالصراع اليوم هو صراع الإعلام أي «الخطاب» الإعلامي، فهو الصراع الأخطر والأسخن في عصرنا اليوم.

وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة، خروج البعض في القنوات الرياضية بالمنطقة عن المألوف، والتطاول على بعضنا البعض، خاصة في التعامل مع قضية الكويت الرياضية، وتداعيات إيقاف الرياضة هناك، بسبب تبادل الاتهامات بين إعلاميي القنوات الرياضية في السعودية والكويت.

وأصبحت حديث شبكات التواصل الاجتماعي، وزادت بطريقة فجة، ليست في مصلحة الرياضة الخليجية عامة، والبلدين خاصة، وتحولت من البرامج الرياضية إلى برامج أخرى، وخوفي أن تنتشر بصورة أكبر، لو لم نتدخل فوراً، فالخروج عن النص والأخلاق والقيم الإسلامية والعادات، والتعرض لكرامة الأشخاص وإنسانيتهم، ظاهرة ضارة وخطرة علينا جميعاً، خاصة في ظل الظروف الصعبة الراهنة.

فالإعلام الرياضي، عليه أن يحافظ على العلاقة القوية بيننا، بمنهجيه ومهنية، دون المساس بكرامة الفرد وحقوقه المادية والمعنوية، وعبر هذه المساحة الصغيرة، أدعو أحبتي إلى الحكمة ونبذ أي شخص، لا يلتزم بالتعليمات، ويخرج عن إطار الأخلاق المهنية والعادات والتقاليد، ونطالب بالنقد الهادف، الذي هو الأساس مع مثل هذه القضايا، ومحاسبة كل من يتعرض لأشخاص بعينهم، والتدخل في خصوصياتهم، التي كفلها لهم ديننا الحنيف.

وكذلك في حال تعرضهم للرياضة الخليجية، بأي شيء مخالف للأعراف الرياضية المتبعة، وأدعو الجميع من كل قلبي إلى التحلي بالمهنية المطلقة، التي لا تجرح، والالتزام بالعادات والتقاليد، والتوجيه والإرشاد الصحيح، الذي يسهم في تطور الرياضة الخليجية، خاصة أننا مقبلون على إقامة دورة الخليج في الدوحة، فالإعلام بشكل عام هو السلاح الأخطر المؤثر في المجتمعات.. والله من وراء القصد.

Email