حمدان والتحدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقاء النصر وهامبورغ الألماني الودي اليوم، على كأس حمدان بن راشد للتحدي، يعيد إلى أذهاننا، الذكريات الجميلة للكرة الإماراتية، التي انطلقت مسيرتها الأولى، عبر بوابة النصر، حيث أسهم العميد في نشر اللعبة محلياً، وأوصلها إقليمياً ودولياً، من خلال تجارب لا تنسى.

ففي مرحلة السبعينيات كانت ملاعبنا الرملية مسرحاً، لاستضافة كبرى الفرق الأوروبية، التي كان لها حضورها القوي قارياً، حيث تم دعوتهم للعب هنا على أرض دبي، وتميز النصر بأنه صاحب المبادرات الكبيرة، في جلب أشهر الأندية ونجومها، الذين صالوا وجالوا في ملاعب العالم.

فكانت المساحة الرملية باستاد دبي هي مسرح الأحداث في تلك الفترة الرائعة، التي لا ينساها أحد من أيام الزمن الجميل، واليوم تتجدد الأحداث، وتنطلق بطولة كأس حمدان للتحدي بمواجهة تجمع العميد مع هامبورغ الألماني «بعبع» الأندية في بلاده، والذي سبق ولعب في منطقة الخليج أول مرة عام 80 في الكويت.

واليوم هو في دار الحي، بقلعة النصر التي عودتنا على مثل هذه التحديات الكروية، ولعل الوقت مناسب جداً، حيث إن الفريق الأزرق مبتهج بفوزه المثير على العين وتأهله إلى دور الأربعة في مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة.

واليوم أيضاً، تشهد قاعة المركز التجاري بدبي، تكريم الفائزين بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، بعد أن اختار مجلس أمناء الجائزة، سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، الشخصية الرياضية المحلية للدورة الثامنة من الجائزة، تقديراً لجهود سموه في تطوير الحركة الرياضية بالدولة.

وهذا الاختيار بالتأكيد صادف أهله، ونؤكد أهمية الجائزة في تقديرها لقادتنا ودورهم الكبير والمؤثر في الحركة الرياضية، وبعد أن أصبحت الجائزة، واحدة من أهم الجوائز العربية والدولية، لذا نقول، أحسنتم الاختيار لرجل الرياضة والخير والمعرفة والسلام والإنسانية.

فمنذ بدأ سمو الشيخ حمدان بن راشد الاهتمام بالرياضة منذ الستينيات، قطع عهداً على نفسه، أن يُحقق طموح أبناء الوطن، والارتقاء بهم إلى منصات التتويج، وخطف الأوسمة والألقاب، ليكونوا موضع غبطة وحسد، ويؤكدوا مدى التلاحم بين القيادة والشعب، ويأتي ذلك امتداداً لاهتمام سموه بدعم قطاع الشباب والرياضة، فهم يحظون لديه بمكانة كبيرة.

كما يمثل هذا النهج استمراراً لحرصه على أبنائه المواطنين، في ما يصبون إليه من تنمية بكل المجالات، لذلك شكل سموه علامة مضيئة في تاريخ الرياضة الإماراتية، ونقلة نوعية نحو تحقيق الطموحات والآمال، من خلال سعيه في نهضتها، وتشييد بناها التحتية، وتوفير الأدوات، وتسخير المستلزمات، لتطوير قدرات الشباب، وممارسة هواياتهم المختلفة في جميع الفعاليات والألعاب.

والانطلاق بهم إلى مكانة تعزز من حضورهم على المستوى الدولي، وكل ذلك لم يأتِ من فراغ، فقد أولى هذا الجانب جل اهتمامه، وكان يسعى منذ ستينيات القرن الماضي أن يخلق ويوفر أجواء تناسب شباب الوطن وطموحاتهم، فـ«شكراً حمدان»..

والله من وراء القصد.

Email