المخلصون في الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ الرياضة في بلادنا‏، تحتاج إلى رجال مخلصين في الإصلاح والتغيير والتطوير، والإدارة الجيدة هي الأساس والسبب الحقيقي في النجاح، بينما الإدارة المهتزة، تكون سبباً مباشراً في الفشل؛ إذاً، العملية مترابطة معاً ومتراكبة، ومن الصعب أن يتم تقسيمهما عن بعضهما البعض.

وليست لدينا مشكلة تخص الأشخاص أو الأفراد الذين يديرون القطاع الرياضي، ولا حتى الوجوه التي تطل علينا من مختلف المواقع، وإنما الأزمة الحقيقية، هي في مفهومنا لماهية الرياضة، وكثيرون منا‏ ما زال فهمهم للرياضة أنها مجرد ممارسة وهواية، فالعقلية وصلت إلى هذه القناعة، ونحن نعاني من ذلك كثيراً، بسبب الحيرة في تواجهنا بعد كل هذه السنوات الطويلة من العمل الرياضي والمؤسساتي، ولماذا الرياضة تحديداً؟..

لأننا جميعاً نعشقها ونمارسها، ولهذه الدرجة تصل بنا أحياناً إلى العتاب والزعل والخلاف، فما السر في شعبية الرياضة والرياضيين؟ الذين نالوا أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وكان آخرها انتخابات اتحاد الشطرنج، أول من أمس، حيث انتهت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، من الإشراف الرقابي على كل الجمعيات العمومية، باستثناء اتحاد كرة القدم، ولم يتبقَ سوى اتحاد المعاقين، الذي يبدو أن الغالبية منهم سيحافظون على مقاعدهم، لنجاحهم اللافت محلياً وخارجياً.

فالمجموعة متجانسة، ولا يوجد بينها أي خلافات، وهم من أفضل الاتحادات الرياضية أداءً ونتائج، بينما هناك بعض الاتحادات تم الانتهاء من الإعلان عنها واعتماد تشكيلاتها قريباً. وللأسف، لدينا أناس ما زالوا يفكرون بفكر قديم، وبعقلية انتهت منذ زمن، و‏كثيرون أيضاً يلبسون ثوباً أكبر منهم في الرياضة، ولا تصل إليهم يد الإصلاح، وهذه مشكلة حقيقية، لم نصل لحلها، برغم الفترة الزمنية الطويلة التي مارسنا فيها الرياضة على مر العصور.

■ وأزمة النصوص والنفوس التي أقصدها، ليست هي قانون الرياضة، كما يراها البعض منا. وبالتالي، تبقى الأزمة قائمة في النفوس الضعيفة، وهي موجودة على السطح الرياضي، ويمكن تغييرها بقرارات أو توجيهات أو تعديلات، ولسنا في حاجة لمناقشات وجدل، حتى نستفيد من الوقت، فالدورة مدتها أربع سنوات، نريد فيها العمل والفعل، بعد أن وصلنا إلى مرحلة هامة من مسيرتنا الرياضية، علينا نبذ الخلافات والصدامات على صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، وما نؤكد عليه، هو أننا جميعاً في قارب واحد، علينا التكاتف على كل الجبهات.

ولسنا في حاجة للانتظار‏ طويلاً بعد مرور فترة طويلة من عمرنا الرياضي، ولنبدأ في الالتفات لمواجهة كل همومنا الرياضية والشبابية، وأعتقد أن أعضاء الاتحادات الذين وقع عليهم الاختيارات، سواء بالانتخاب أو بالتعيين، سيقع عليهم العبء الأكبر، في المساهمة، وبدور إيجابي، في تنفيذ الوعود المرتقبة من قطاعنا الأهم في المجتمع، ألا وهو الشاب والرياضة، ولكي تنجح الاتحادات الرياضية، وما يهمني، هو أن نعمل بصدق وبإخلاص، ونبعد ما في القلوب من حقد وضغينة، فالرياضة شعارها دائماً الحب والتسامح والتنافس الشريف، ولها أبعاد إنسانية سامية.

■ ويشغل ذهني، طموح القادمين للأسرة الرياضية، ودخولهم معترك الساحة التنافسية، حيث يتطلب منهم النشاط والقوة والحماس، لأنهم في هذه المرحلة العمرية، ننتظر منهم مستقبلاً مشرقاً، خاصة أن الغالبية منهم من الشاب القادرين على قيادة الرياضة الإماراتية إلى ما هو أفضل على المديين القريب والبعيد، وحتى يصير ذلك، لا بد أن يكونوا متمرسين في هذا المجال، وعليهم إثبات ذاتهم بالعمل والصبر والطموح.

فهل استوعبنا ماضينا الرياضي بمساوئه وحسناته؟، أترك لكم الرأي!!.. والله من وراء القصد.

Email