ليلة «عمر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأنظار الى عاصمة الرياضة، دوحة الخير، حيث يعيش عشاق الكرة الجميلة اليوم، ليلة كروية مثيرة ممتعة، تجمع أحب ناديين إلى قلبي، هما الأهلي السعودي صاحب الأداء الراقي وقلعة البطولات، وفريق برشلونة بطل إسبانيا والفريق الأشهر عالمياً المدجج بالنجوم.

وهذا النادي الكتالوني نقل عالم اللعبة الى عالم آخر، فقد وافق أخيراً على رعاية كأس الخطوط القطرية في سابقة جديدة على النادي، واليوم يقدم رعاية أخرى هي المناسبة الودية الكروية التاريخية التي يتجدد فيها اللحن الجميل.

وتبعدنا قليلاً عن أجواء التوتر المشحون في ساحتنا المحلية، من بيانات واحتجاجات وتظلمات وتصريحات ومهاترات وتحديات وصيحات وآهات، بسبب الكرة المجنونة وما يصاحب أجواء المباريات من احتجاج وصخب الجماهير واعتراضات لا نهاية لها بسبب بعض أخطاء التحكيم.

ولقاء الدوحة اليوم، تستعيد معه الذاكرة أكثر من حدث مشابه، فقبل نحو 30 عاماً، كان اليوبيل الذهبي للنادي الأهلي قلعة الكؤوس أقيم على أرض عروس البحر الأحمر مدينة جدة، ويومها شارك الأسطورة الأرجنتيني مارادونا المقيم والمستقر في دانة الدنيا حالياً، أفراح الأهلي وحمل شارة قيادة الفريق حينها أمام بطل الدنمارك، ولقاء اليوم يمتزج فيه التاريخ بالمتعة، والفرصة ستكون مثالية لنجوم عرفناهم وأحببناهم مثل العمرين «عموري» نجم الإمارات والعين الذي يشارك مع أهلي جده بشكل شرفي.

وعمر السومة النجم السوري، هداف الأهلي والدوري السعودي لموسمين، والذي من المنتظر أن يرتدي قميص المنتخب السعودي الشقيق قريباً، ونقول يستاهل حيث تجرى بعض الإجراءات لتجنيسه، وهي خطوة نرحب بها بشدة ونبصم لها بالعشرة طالما أنه لم يمثل بلاده من قبل.

كما أن المباراة فرصة تاريخية للاعبي الأهلي، حيث يواجهون نجمي برشلونة الأرجنتيني ميسي والأوروغوياني سواريز، إذ تواجهوا معهما قبل ذلك على مستوى المنتخبات، عندما لعب الأخضر مباراتين وديتين أمام الأرجنتين بقيادة ميسي، والأوروغواي بقيادة سواريز.

ولأننا في دول الخليج العربي نقدر ونثمن دور النجوم الحقيقيين، فقد لقيت البعثتان ترحيباً واسعاً واستقبالاً كبيراً من مسؤولي الرياضة القطرية، حيث يعمل الأشقاء هناك بحرفية عالية في التعامل مع المناسبات والأحداث ويستغلونها خير استغلال، وخاصة أنهم نظموا بطولات عالمية واقليمية وقارية بواقع 500 بطولة سنوياً، وهذا هو عين الصواب.

فكم من الفرق العالمية واللاعبين العمالقة يزوروننا، نشاهدهم ونصافحهم ثم نودعهم، من دون أن نفعل علاقاتنا معهم في مناسبات أخرى، ويقتصر الأمر على تنظيم برنامج سياحي لهم، وكان الأجدر أن نطلب منهم تقديم خبراتهم وأعمالهم، ولكن للأسف يأتون ويذهبون لمجرد المشاركة في حدث ما تم دعوتهم إليه يتحدثون فيه لمدة ربع ساعة أو حتى ساعة.

وأتذكر واقعة شهيرة، عندما زارنا النجم الفرنسي زيدان مدرب ريال مدريد حالياً والمتألق مع الملكي، حيث رفض التحدث ولا كلمة واحدة خلال حفل افتتاح مؤتمر الاحتراف، برغم أن تكلفته وصلت تقريباً إلى نصف مليون درهم نظير حضوره!!

 فالتجارب كثيرة شاهدناها حتى عندما وافقت اتصالاتنا الوطنية برعاية برشلونة كان من بين الشروط اللعب مباراتان بالإمارات لم نره الا في كأس العام للأندية!! فهل نستوعب درس الدوحة ونتعرف على كيفية التعامل مع مثل هذه الأحداث المهمة!

والأمر الذي يسعدنا في هذه الليلة الكروية المرتقبة، مشاركة أفضل لاعب في آسيا «عموري» نجم الأبيض والعين الموهوب الذي خطف الأضواء وفرض اسمه بقوة في القارة، عموماً الرياضة محبة وتسامح وفن وذوق وأخلاق وموهبة وتحد، دعونا نستمتع بلقاء المشاهير، بأصوات معلقينا وقنوات أشقائنا في السعودية وقطر!!.. والله من وراء القصد.

Email