الشجرة التي تغطي الفاشلين!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

* أحداث رياضية كثيرة، تفرض نفسها بقوة، على الساحة الدولية، منذ انتهاء أولمبياد ريو دي جانيرو، والحدث لا يتوقف في مختلف المناطق بالعالم، كان آخرها، تدخل وزير كينيا للرياضة، وحل اللجنة الأولمبية، برغم فوزها بعدد من الميداليات، بينما نحن عادت بعثتنا على دفعات، ومر علينا الأمر بسهولة تامة، لا حس ولا خبر ولا بيان ولا تقرير، ولاهم يحزنون، وسيمر الإخفاق كالعادة دون محاسب، وحتى عملية التقييم والمراجعة إذا ما تمت، تكتب وتدفن في الأدراج، على الرغم من أهمية معرفة الأسباب الفنية والإدارية، لكي نتعلم ونستفيد من الأخطاء والسلبيات، وهذه المشاركة في الألعاب الأولمبية، التقييم فيها مطلب أساسي للمؤسسات، التي تريد أن تتعرف على أخطائها، لكي تتجاوزها عند المشاركات التالية، لكن للأسف الشديد كما قلت سلفاً، إن التقارير تقدم ويكون مصيرها الأدراج، هكذا هو حال رياضتنا، نقرأ ونسمع ونشاهد ولا نحاسب، ولا مجيب للنداء!!

* وفي الكويت الشقيقة، هناك حدث دولي آخر، تمثل في تدخل الهيئة الحكومية، بقرار حل اللجنة الأولمبية، واتحاد الكرة، نتيجة الأحداث والتوقفات التي شهدتها الرياضة الكويتية، ويبدو واضحاً للعيان، أن هناك من يتصيد، فهي عملية تصفية حسابات، تتزايد في كل مناطقنا العربية، والكويت خاصة مع عيال المرحوم فهد الأحمد، فاللعبة أكبر والصراع قوي بين تيارين مختلفين، في فكرهما في قيادة البلد رياضياً، وأتذكر قبل مشاركتنا في دورة الخليج الثامنة لكرة القدم في البحرين 1986، قامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالكويت، الجهة المسؤولة عن الهيئات الرياضية، بحل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، برئاسة فهد الأحمد، الله يرحمه، وعينت مجلساً ترأسه عبد العزيز المخلد وكلاهما من مؤسسي نادي القادسية، وبالمناسبة تعرض جزء من مبنى النادي أمس إلى حريق بسيط وعدى على خير!، وقد نجح (اتحاد المخلد) في الحصول على موافقة «الفيفا»، بالمشاركة في كأس الخليج قبل أسبوع من انطلاقتها، لينجح «الأزرق» بقيادة المدرب الوطني صالح زكريا في الظفر باللقب، وقد شهدت الكرة الكويتية في تلك الفترة، حالات من الإيقافات طالت حتى الحكام بسبب إضرابهم، واليوم تعقد اللجنة المؤقتة برئاسة فواز الحساوي، والذي تحققت أمنيته بأن يتولى رئاسة اتحاد الكرة الكويتي، حيث نجح في قيادة نادي القادسية، قبل أن يستقيل ويذهب إلى لندن، لشراء أحد الأندية هناك، واليوم أمامه تحديات كبيرة، أبرزها إقناع الفيفا، الذي أعلن من قبل أن تعامله، سيكون مع الاتحاد الشرعي برئاسة د. طلال الفهد، وكل ما أتمناه أن تنتهي الأزمة الجديدة وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ولا «تتغربل» الرياضة الكويتية وتتراجع إلى الوراء بعد أن كانت في المقدمة!!

* وبعيداً عن الخليج، نذهب إلى بلد المليون شهيد، حيث اتهم العداء الجزائري توفيق مخلوفي، الحاصل على الميداليتين الفضيتين في أولمبياد ريو 2016، مسؤولي الرياضة في الجزائر بـ«عدم الوفاء بالأمانة التي تقدمها الحكومة الجزائرية، للحائز على فضيتين في سباقي 800 و1500 متر»، ورغم رد الفعل الرسمي الذي بدا كمحاولة لاستدراك ما فات، إلا أن مخلوفي امتنع عن مرافقة الوفد الذي عاد إلى بلاده، وصرح أنه لن يعود إليها، مبرراً ذلك بقوله: «لن أكون بمثابة الشجرة التي تغطي فشل المسؤولين»، لماذا أوضاغنا الرياضية العربية وصلت إلى هذه الدرجة، نحارب بعضنا البعض، ونقف ضد بعضنا، ونحقد على بعض، ونتصيد لبعض، فما أكثر الأشجار في عالمنا العربي، التي تغطي الفاشلين من فشلهم وإخفاقاتهم!! والله من وراء القصد.

Email