الرئيس ناصر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■هناك أنواع من الرؤساء العاملين في الاتحادات الرياضية، ليس فقط هنا، وإنما بصفة عامة، على الصعيد الرياضي العربي، فمنهم من نعتبره نائماً، منذ أول يوم لتعيينه، أو حتى انتخابه رئيساً، يضربها (نومة)، ولا نراه لا في الخير ولا في الشر، لا يتدخل لا من قريب ولا من بعيد، فيظل ساكناً في مكانه لا يتحرك، بسبب سلبيته.

وهناك نوع ثانٍ، يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ولا يقبل من أحد الأعضاء من زملائه، أن يعمل دون الرجوع إليه، ويفرض نفسه، ويستغل منصبه الرياضي لمصالحه، ويضرب بالاتحاد ولوائحه في سبيل مصلحته، عرض الحائط!، ويتجرأ ويتخذ قرارات فردية، دون الرجوع إلى مجلس الإدارة، ويعتبرهم كما يردد، بأنهم «كومبارس»!،

يفكر بنفسه فقط، رافعاً شعار «أنا ومن بعدي الطوفان»، وهذه الفئة، هي التي دخلت الرياضة من الشباك، أو بتوصية من صديق، ويستغل كل موارد اللعبة لربعه، ولمصلحته ، ولا يثق بأحد، اللهم واحداً أو اثنين من ربعه، يرفعان له شعار «حاضر يا فندم»، تأتي على شاكلته، يخبي رأسه كالنعامة وقت الجد، ولا يظهر إلا في المناسبات..

وفي الاستقبالات والاحتفالات، ويبتسم للفلاشات وعدسات التصوير، ولا نراه إلا قليلاً، وإذا جاء للعمل أولاً يطرح رأيه، ويقلب رأي الآخرين على رأسهم، ويستخدم غيره في الدفاع عنه في أي ظرف يمر به، ويظل يقاوم حتى آخر لحظة، يعرف تماماً أنه «إذا طاح تكثر سكاكينه»!

■وأما النوع الثالث من الرؤساء، نأخذ منهم مثلاً إيجابياً ومشرفاً، وهو الأخ ناصر السيد عبد الرزاق الرزوقي رئيس اتحاد الكاراتيه، فهو رجل رياضي ناجح بكل المقاييس، انضم للهيئات الرياضية في الثمانينيات، رئيساً لاتحاد الدراجات، وعضواً في اللجنة الأولمبية الوطنية، مع مجموعة من الصعب أن تنسى، من رجالات اللجنة الأهلية آنذاك.

وأتذكر لقاءاتهم العملية، مع القيادات الأولمبية العالمية، الذين زارونا في الثمانينيات، أمثال الشهيد فهد الأحمد والراحلين سمارانش وهافيلانج وغيرهم، فقد بدأ ناصر مسيرته الرياضية لاعباً في أشبال فريق الوحدة بدبي، في بداية الستينيات، قبل التوجه للدراسة العسكرية .

واللعب أيضاً مع فريق النجاح، بداية السبعينيات، وكان مدافعاً قوياً، وابتعد عن الكرة لظروف عمله، حيث بدأ حياته الشرطية في شرطة دبي، برتبة رجل شرطة، حتى التقاعد برتبة لواء، وهو من خيرة أبناء الوطن، ومنذ توليه منصب رئاسة اتحاد الكاراتيه، الذي كان يمر بفترة صعبة قبل أن يأتي ويدير اللعبة، نظم البيت جيداً، حتى وصل لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة..

واحتفلت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بدخول الكاراتيه إلى برنامج الألعاب الأولمبية، اعتباراً من دورة طوكيو 2020، في خطوة أبدى الجميع سعادته بدخول اللعبة إلى الأولمبياد، ونشعر بالفخر بأن تكون الإمارات، ومن خلال أبنائها، بوابة لعبة الكاراتيه نحو العالمية، من خلال دورة الآسياد والألعاب الأولمبية.

■وهنا، لا بد لي من الإشادة، بجهود رئيس الاتحاد، برغم وجدوه في ألمانيا، لبعض الفحوصات الطبية، إلا أنه ظل متواصلاً معنا، وبالرد المباشر للتوضيح، عن أي استفسار نطلبه، فهو رجل إنسان، سلح أولاده، حفظهم الله، بالعلم، وأصبحوا جميعاً، ما شاء الله، يحملون أكبر الشهادات لخدمة الوطن، فأقلهم يحمل الماجستير، لأنه يؤمن بأن مستقبل البلاد على أيدي أبنائنا المتعلمين.

وقد لا يعلم الكثيرون بأن (الرئيس ناصر)، إذا طرقت بابه، لمعرفة رأيه أو نصيحته أو استشارته أو طلبه لأي مساهمة، يبادر بالموافقة، ويقول (روح كلنا معك)، ويعطيك الإجابة فوراً، ولا يهرب، كما يفعل البعض من المنظرين!!.. والله من وراء القصد.

Email