منتدى للإخفاقات!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■حدث مهم وملحوظ، ليس فقد في الرياضة الخليجية، بل وللدول العربية أيضاً، حيث تشهد مدينة عسير في أبها السعودية، عرساً إعلامياً، وهو منتدى الإعلام الخليجي، والذي يوجد فيه نخبة من رجال الإعلام في المنطقة، ونعتبره إضافة إعلامية رائعة للاتحاد الخليجي، وتأتي هذه الاحتفالات، واستضافة الزملاء الأعزاء لهذا المنتدى، وسط أحداث رياضية متنوعة في الشقيقة الكبرى، وغيرها من المناسبات السارة.

فهذه المكاسب الكبيرة التي تحققت في ظل الإعلام الرياضي كمنظومة في غاية الأهمية، تؤكد مدى المكانة التي تتمتع بها منطقة الخليج العربي، فالمناسبة لها معناها الواضح، وهو تقدير الإعلاميين ودورهم الريادي طوال الفترة الماضية، فما نراه الآن على أرض خليج الخير، هو (عيد الوفاء) الحقيقي، لكل أبناء المهنة.

وهذه الأيام السارة التي نعيشها مع تلك الاحتفالات الصادقة، إنما تؤكد المعاني الطيبة في نفوس زملائنا، وقد شعرنا بها خلال جمعية الإعلام الرياضي، برئاسة زميلنا المخضرم «بومشعل»، وما أسعدنا، هو العملية التكاملية بين الجهات الحكومية في عسير، حيث لاحظ الأشقاء، روح التعاون والتنسيق بين الأطراف المعنية في تنظيم المنتدى الخليجي، ما يؤكد أن مثل هذا التعاون، يخدم واقعنا الرياضي، وبالأخص الإعلامي.

■إن الرعاية الثمينة للمنتدى، ليست بجديدة على أبناء الخليج، والتي تظل تحرص دائماً على تقديم الدعم والعون للحركة الرياضية محلياً وعربياً، ولا شك أنها مبادرة طيبة من الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، والذي منذ ولادته يسعى للم الشمل، وهنا، أشيد بالموقف التاريخي للمجلس الخليجي للإعلام، بدعم ممثلي دول التعاون، خلال وجودهم بقوة داخل الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية.

حيث يسعى لإقامة عيد آخر للآسيويون في مدينة عشق آباد الشهر المقبل، وإننا لا بد أن نثمن تلك المبادرات الفريدة من نوعها، لحرصنا على تقديم الصورة المثلى والحسنة للشباب الخليجي، مستلهمين توجهات القيادة السياسية نحو التقارب العربي، وبناء علاقات أوسع، فمثل هذه اللقاءات فرصة كبيرة، وتسهم في تقريب وجهات النظر بين قيادتنا الرياضية الإعلامية، لدعم مسيرة الإعلام، باعتبارها الواجهة الحقيقية للرياضة.

■إن مثل هذه اللافتة، لا شك ستعطي دفعة قوية للأسرة الرياضية العربية الإعلامية، ومواصلة تحقيق الفوائد، ولقد جاء لقاء رئيس جمعية الإعلام الرياضي، قبل أيام مع الزملاء في البحرين والسعودية، واستكماله في عسير، تعبيراً صادقاً عن حرصنا واهتمامنا على وحدة الصف الإعلامي، بدلاً من الانشقاق والتفكك، بسبب بعض الممارسات الفردية الخاطئة للبعض، وبما أننا ما زلنا نتعايش مع هذه الأحداث الإعلامية الكبيرة، فهي فرصة من أجل تكرار اللقاءات بين أبناء الوطن الواحد، لإزالة أي حساسية في التظاهرات الرياضية العربية.

وأتمنى أن تتبنى أحد الجهات الإعلامية، ندوة تعقد لبحث الإخفاقات العربية في الدورة الأولمبية التي اختتمت قبل أيام في البرازيل، فمثل هذه الندوات والمحاور، ستكشف لنا الأخطاء والسلبيات، خاصة في دولنا، التي صرفت الكثير على الرياضة، والمحصلة كانت ضعيفة جداً.

ومن خلال هذه الندوات، نستطيع أن نتبادل الأطروحات، فكرياً ومهنياً وإعلامياً وثقافياً، خاصة أنها ستجمع نخبة من الإعلاميين ممن لهم تاريخ طويل في توطيد الروابط العربية، وإزالة الحساسيات، وتوطيد دعائم الأخوة والمحبة بين الشباب العربي، والتي ما أحوجنا إليها هذه الأيام، حيث بدا لنا أننا نفتقدها تدريجياً، في ظل المتغيرات العالمية المتتالية، وفي ظل عالم يموج بأجواء الحروب والاضطرابات، ومبادرة الخير، نعلنها من هنا، من أرض زايد الخير، التي لا تأتي إلا بالخير.. والله من وراء القصد.

Email