قابل للنقاش !

ت + ت - الحجم الطبيعي

ودّعت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الـ31 ، التي شهدت مشاركة 206 دول وما يزيد على 10 آلاف رياضي، في أكبر تظاهرة رياضية، تابعها العالم بحضور 8 رؤساء دول وحكومات من بينهم اليابان التي ستحتضن أولمبياد 2020، وبودابست المرشحة لإقامة الدورة عام 2024، وشهدت ريو موجة قوية للغاية من الرياح وهطول الأمطار التي استمرت طوال مدة الفعاليات، وفي لقطة طريفة ظهر رئيس الوزراء الياباني، متقمصاً شخصية إحدى الألعاب الإلكترونية الشهيرة، لعرض مادة إعلانية عن بلاده.

حيث أوضحت مدى الاستعداد والجاهزية اليابانية الكبرى. ومع ختام الدورة، بدأ الإعلام العربي، يتبادل الاتهامات، فقد خرجت الأصوات، تنتقد بدون وجه حق، وتتهم الآخرين بالفساد، في ظاهرة تعود العرب أن يدخلوا أنفسهم في متاهاتها ودواماتها، بعد أن سحب البساط من أيديهم، وطارت الطيور بأرزاقها، ولا يصح إلا الصحيح، في مثل هذه الدورات الرياضية الكبرى.

واليوم يطرح البرنامج السياسي الناجح "قابل للنقاش"، عبر قناة دبي، قضية جديرة بالاهتمام عبر استضافته لعدد من خبراء الإعلام الرياضي، ليدلوا بدلوهم، لأهمية هذا الحدث والنتائج المخيبة للآمال، التي حققتها الرياضة العربية، التي تعتبر رياضتها( إعلام وشو)، بعد أن ابتعدنا عن العمل الجاد والاحترافي على أصوله، وبمستوى عال، وهناك نتائج على الرغم من الخيبة الأولمبية، فريدة ورائعة نرفع لها القبعة والاحترام.

والبرنامج له أبعاد ذات قيمة إعلامية ومهمة، نستطيع من خلالها، أن نضع ميثاقاً لشرف المهنة والعمل الإعلامي الرياضي، والصحافة العربية بالذات، التي هدرت كرامتها، بسبب الصراع على المصالح الشخصية، التي أصبحت هدفاً لكل من يسعى إلى تحقيق المكسب والنجاح السريع، عبر طرق وهمية وغير شرعية وغير وأخلاقية، على ضوء التداعيات الأخيرة، التي بدأت منذ الانتهاء من الدورة أول من أمس.

فالحوار والنقاش والتشاور، هو الطريق إلى حل خلافاتنا، وليس باتهام الناس بألفاظ غير مقبولة، فقد نجحت البرازيل بكل المقاييس، عندما استضافت الأولمبياد، ونشكرهم على هذا التحدي، فالأجواء الأخوية الصادقة والمصارحة والمكاشفة، مطلوبة لنجاح مهمة الجميع، بعد إسدال الستار، فالحكمة مطلوبة والتقييم ضروري، لنحول نقاشنا إلى نتائج وأهداف، ترتقي بها رياضتنا وفكرنا، بدلاً من السيطرة على الرأي والرأي الآخر، الذي قد يطول، إذا تركت الأمور تتفاقم، ومن أجل النهوض بالعمل الإعلامي، والارتقاء به، والتغلب على كثير من الخلافات العربية الرياضية، بعيداً عن الفساد والمفسدين، فالرياضة قضيتها قابلة للنقاش وبشكل دائم.

وأتوقف عندما جرى بالكويت أمس، بتشكيل آلية تنفيذ الذمة المالية، على قيادات الأندية والاتحادات، التي أصبحت ضمن المشمولين بقانون مكافحة الفساد، وتتطلب من الجميع، تقديم إقرار الذمة المالية، وأن الهيئة المشرفة على الرياضة الكويتية، بصدد مراسلة الأندية والاتحادات لتنفيذ القرار.

وتقديم الذمة المالية، من أجل مكافحة الفساد الرياضي، فالفساد لا يرتبط فقط بالذمم المالية، بل إن الفكر والطرح والاستغلال لمواقف معينة، قد تتسبب في تعطيل كثير من البرامج والخطط الصحيحة، التي يقف ضدها، بعض أعداء حزب النجاح، وهذا أمر محزن، أن نصل إلى هذا الوضع، فنحن اليوم، نحصد ما زرعه المتصارعون على الرياضة وكراسيها التي هي أشبه بكرسي الحلاق !!

حرام علينا، أن نضيع أوقاتنا في النقاش التافه، ونحوّله لصراعات عبر المواقع، التي زادت على حدها، بطريقة فجة ومسيئة، كونوا رحماء بالطرح، لكي نُصلح أخطاءنا، قبل فوات الأوان، وعبر النقاش الهادف!! ..والله من وراء القصد.

Email