كانت أيام

سلطان القاسمي أسس أندية الاتفاق والشعب والعروبة - 30-25

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. »كانت أيام«، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية..

فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة. وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا..

فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار »كي لا يضيع تاريخنا الرياضي«. راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

اليوم أطرح جزءاً مهماً من مسيرة الكرة في إمارة الشارقة، عبر هذا الكتاب الذي قام بتأليفه الدكتور سلطان بن حرمول الشامسي، رئيس قسم الإحصاء في جمارك الشارقة، والرياضي القديم، وكابتن فريق الأهلي بالشارقة عام 1967، ويعتبر أول لاعب محترف خارج الإمارات عام 1969 في نادي التحرير القطري وهو مؤهل يتمتع بشهادة الدكتوراه في الفلسفة..

وهو أيضاً كاتب مقالات في عدد من الصحف والمجلات، وقد قام بمجهود طيب يشكر عليه، حيث قام بتوثيق فترة لعبة كرة القدم الهواية الأولى والمحببة لكل أبناء الوطن، ومن هذا المنطلق رأينا أن ننقل تجربته عبر صفحات كانت أيام التوثيقية لأهميتها.

يقول بن حرمول إن حقيقة الماضي العريق في زمن لم ينسَ، وسيظل راسخاً في أذهان كل من عاصر تلك الفترة ذات الظروف الصعبة ولكنها جميلة، وهي للأجيال التي لم تحضر هذا الزمان، وإعطاء اللاعبين القدامى التقدير وهم نواة الكرة الذين لم يذكرهم التاريخ لنسطر مجهودهم ونرد شيئاً من الذي قدموه في كرة الشارقة، ونعيد لهم الكرامة لأنهم لم يكرموا، ونسطر أسماءهم لتكون ذكرى للأجيال.

رحم الله الذين رحلوا وأطال في عمر الباقين. أرجو أن يكون دافعاً وحافزاً لدى الآخرين لبحث ودراسة التاريخ الكروي.

هذا الكتاب يطرح حقيقة الماضي العريق، حيث الظروف الصعبة وعدم توافر الإمكانيات والملاعب التي نراها اليوم.

ما هذه إلا محاولة للتوثيق بالصور لتاريخ نشأة رياضة كرة القدم في الشارقة، كما يسرد قصص الجيل الأول من اللاعبين ومؤسسي الفرق، ويرجع تاريخ بعضها إلى الأربعينات، كما يذكر الكتاب تأسيس الأندية القديمة واندماجها مع بعضها.

ويشير إلى إعطاء اللاعبين القدامى التقدير والتكريم الذي يستحقونه، كيف لا وهم نواة كرة القدم الذين لم يذكرهم التاريخ لنشر مجهودهم ونرد لهم بعض الجميل الذي قدموه للكرة في الشارقة، ونعيد لهم الكرامة والتقدير المعنوي الذي يليق بهم، ونحن بدورنا نسطر أسماءهم في هذا الكتاب لتكون ذكرى للأجيال.

بداية، تناول دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كلاعب كروي بارز، حيث كان مشروع لاعب في بداية الخمسينات، لعب في أحياء الشارقة القديمة وساحاتها وعند قدوم البعثة الكويتية، وفتح أول مدرسة نظامية في الشارقة تحت اسم مدرسة القاسمية..

وهي أول مدرسة في الإمارات آنذاك، وتم تأسيس أول فريق مدرسي لكرة القدم، وأسندت قيادته إلى كابتن المدرسة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وكانوا يزاولون التمرين في الملعب الرئيس قرب المدرسة والملاصق للنادي الثقافي..

ويعتبر هذا الملعب أول ملعب في المدينة، كان مسوراً ببراميل لمنع السيارات من المرور، وفي نفس الوقت يجلس عليها الجمهور أثناء المباريات والمهرجانات التي تقيمها المدرسة كل عام، ويجتمع الرجال والنساء والأطفال لمشاهدة المسابقات التي تجري تحت رعاية حاكم البلاد آنذاك، وفي نهاية المهرجان يتم توزيع الجوائز على المتسابقين، وكان للشيخ سلطان النصيب الأكبر في معظم الجوائز..

وعند تكوين فريق الأشغال التابع للقاعدة البريطانية، كان أصغر لاعب في المجموعة التي تلعب في هذا الفريق، ثم لعب في فريق young لفترة، قبل سفره إلى الكويت لتقديم امتحانات المتوسط..

وفي أثناء عودته من الكويت مروراً بالدمام لعب مباراة مع نادي الاتفاق، وعند عودته إلى الشارقة أحضر معه طقم ملابس رياضية، وأسس نادي الاتفاق، تيمناً بالاتفاق السعودي عام 1958، وفي عام 1959 جرت المباراة الشهيرة التي جاء ذكرها في بداية الكتاب.

ذكريات

ويسترجع بن حرمول قائلاً إنه في عام 1962 أسس صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نادي الشعب، وكان مقره في منطقة الغوير، ولعب به حتى غادر إلى الكويت للدراسة، وفي العطلة الصيفية يعود إلى الملعب حتى سفره إلى القاهرة للدراسة هناك، وفي عام 1966 أسس نادي العروبة الثقافي في منطقة ميسلون..

وبحكم دراسته في كلية الزراعة قام بالإشراف على زراعة مدخل النادي بالأشجار والزهور، واهتم بإقامة الندوات الثقافية بعد افتتاح مكتبة عامة في النادي، ولا يزال الداعم الأول للرياضة والرياضيين بالرغم من انشغاله في حل مشكلات المواطنين ومتابعته الشخصية لتلبية طلباتهم.

تشكيلة فريق نادي الاتفاق بالشارقة بقيادة الكابتن سلطان القاسمي:

عبيد القصير، عبدالرحمن داموني، عبدالرحيم جعفر، ناصر سعيد، قادر بلوشي، محمد فرج (مدوكي)، عثمان هارون، خان محمد علي حسن (أبو علي)، صدقي ذياب الموسى، عيقي الصومالي، أكرم محمد خليفة الحضري، حسن السوداني، الحارس عوض الحضرمي.

إشهار السلاح في لقاء النصر والاتفاق!

من بين المواقف التي يتذكرها الدكتور الشامسي في عام 1964، أقيمت مباراة بين فريقي النصر بدبي والشعب بالشارقة، في ملعب الأخير، وكانت هذه المباراة على كأس، وكان يلعب في صفوف النصر الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، وتوقف اللعب في منتصف الشوط الثاني بسبب الأحداث التي تخللتها هذه المباراة من مشاجرة بين الفريقين، وتم إشهار سلاح ناري خلال المشاجرة،..

وتدخل أصحاب الحكمة، وتكرم أحدهم بتقديم كأسين على أن يتم إعادة المباراة وتكون ودية في الأسبوع الذي يليه، وبعد أسبوع عادوا ولعبوا مباراة ترضية، وبعد انتهاء المباراة بفوز النصر 1-0 استلم فريق النصر الفائز الكأس، وتم تقديم كأس آخر مثله لفريق الشعب، وقد تصافوا وأصبحوا حبايب بعد تلك الأحداث.

Email