كانت أيام

راشد افتتح أولى المجمعات الرياضية ببطل أوروبا- 30-19

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. »كانت أيام«، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية..

فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة. وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا..

فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار »كي لا يضيع تاريخنا الرياضي«. راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

عودة للزمن الجميل نذكر الساحة الرياضية بالمنشآت الرياضية التي بدأت تظهر باهتمام ورعاية أصحاب السمو الشيوخ لدعم مسيرة القطاعين الشبابي والرياضي، يا لها من لحظات تاريخية نسجلها اليوم ونعيدها للذكرى.

فقد احتشد ما بين 15 ألفاً و20 ألفاً من أنحاء الدولة ليشاركوا في أكبر إنشاء رياضي أنجز حتى الآن وهو استاد نادي النصر بدبي، وكذلك ليستمتعوا بمشاهدة أقوى الفرق العالمية، فريق ليفربول البريطاني بطل أوروبا لعامين وهو يقابل فريق النصر عميد أندية الإمارات.

المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، افتتح هذا المجمع الرياضي الذي خصص (200) مليون درهم لإنشائه وإنشاء ثلاثة استادات أخرى مثله في دبي لأندية المدينة إيماناً منه بأهمية النشاط الرياضي (فالعقل السليم في الجسم السليم).

وسمو الشيخ حمدان بن راشد وزير المالية والصناعة رئيس نادي النصر حضر المباراة الكبرى ورحب بالفريق الضيف، وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وكان وزيرا للدفاع ورئيسا للنادي الأهلي آنذاك وحضر سموه المباراة كلها أيضاً.

والشيخ مانع بن خليفة كان طيلة الوقت يذرع المدرج مرحباً بالضيوف ومتابعاً للمباراة الشيقة التي طال الإعداد لها.

نتيجة المباراة لم تكن أهم ما شد الأنظار وجذب الاهتمام.. فالهدف الأول كان الاحتفال باستاد النصر على أعلى مستوى، ومشاهدة أعلى مستوى لأداء الكرة.. وقد تحقق كل ذلك بما أرضى كل الجماهير الرياضية. منذ حضور الشيخ راشد وقبل دخوله المدرج، أزاح الستار عن اللوحة التذكارية التي سجلت بمزيد من الفخر والاعتزاز هذا الإنجاز الكبير.

وقبيل بداية المباراة اشتمل الحفل على العديد من الفقرات الشيقة من بينها.. دخول جملين أطلق راكباهما الحمائم بلوني الفريقين الأزرق »النصر« والأحمر »ليفربول«.. وبالونات ملونة.. حمراء.. بيضاء.. زرقاء.

ثم أغنيات صدح بها فنان الإمارات عبدالله بالخير.. ومن ثم كان هبوط اثنين من المظليين حملا كرة المباراة ارتدى كل منهما شعار فريق.

ثم قام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وزير المالية والصناعة رئيس نادي النصر بمصافحة اللاعبين في أرض الملعب.

كل ذلك عن الافتتاح وما تلاه فماذا عن المباراة التي انتهت بخمسة أهداف نظيفة للشياطين الحمر أبطال أوروبا.. لعامين متتاليين. لقد كانت فرصة طيبة للنصر إدارة ولاعبين.. وكانت فرصة عظيمة للرياضيين قاطبة مشجعين ولاعبين.. حيث إن مشاهدة فريق مثل ليفربول ليست بالشيء السهل... وهو كفريق عالمي له شهرته ومكانته.. لما يتمتع به لاعبوه من خبرة وكفاءة عالية في فن الأداء.

استاد راشد

وأيضاً قبل 36 سنة رعى المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حيث كان يتولى منصب رئيس مجلس الوزراء، حفل افتتاح استاد النادي الأهلي الجديد، وحضر الاحتفال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس النادي الأهلي، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين والمهتمين بالرياضة، وجمهور غفير.

وقد بدأ الاحتفال لدى وصول سمو رئيس الوزراء، بعزف السلام الوطني ثم تليت آيات كريمة من القرآن الكريم، وبعدها قدمت الفرق الرياضية المختلفة بالنادي عرضاً مع الفرقة الموسيقية في الملعب.

وألقى قاسم سلطان، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، كلمة في بداية الاحتفال شكر فيها سمو رئيس الوزراء وسمو وزير الدفاع على تشريفهما لهذا الاحتفال وعبر عن امتنان النادي ولاعبيه ومشجعيه لصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، وحاكم دبي، لرعايته المستمرة للرياضة والرياضيين.

وقد استضاف النادي الأهلي، بمناسبة افتتاح استاده الجديد رسمياً، فريق نادي »ابسويتش تاون« الإنجليزي ليقيم معه مباراة ودية استعراضية.

بدأت المباراة هادئة وفاترة، ويعود السبب في ذلك إلى عاملين: أولهما انتقال لاعبي الفريق الإنجليزي من جو بريطانيا الشديد البرودة، إلى جو دافئ إلى حد بعيد، ثانيهما أن الفريق الإنجليزي غير معتاد على اللعب على الحشيش الصناعي، ووجد الأرض منزلقة ومن الصعب على لاعبيه التحرك عليها بسرعة..

وهذا ما جعل لاعبي ابسويتش يبدون كما لو كانوا يخشون الانزلاق وقد انزلق بعضهم بالفعل أو يخشون الإصابة.

سنحت أولى الفرص للنادي الأهلي بعد مرور ثلاث دقائق من بداية المباراة حين مرت الكرة من أمام المرمى على بعد مسافة ياردة واحدة من محروس الذي لو كان استغلها لسجل منها هدفاً حتماً.

وتصل أول كرات ابسويتش إلى يدي إبراهيم رضا في الدقيقة الخامسة فيرتد بها الأهلي في هجمة مضادة على مرمى ابسويتش، إلا أنه لا يصل إلى المرمى، ويواصل الأهلي هجومه بحماس ومهارة ورجولة تدعو إلى الفخر.

Email