الرياضة في لعبة المهازل !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مايو من عام 1981، كان مولد مجلس التعاون الخليجي، من بلاد زايد الخير، وفي هذه الفترة، كان هناك رجل سياسي هو أول من تولى منصب الأمين العام هو عبد الله بشارة، والذي أصبح اليوم زميلاً كاتباً في جريدة القبس الكويتية، وأتذكر محاضرته الرياضية الأولى خلال ندوة إعلامية، على مستوى دول المجلس، كانت في دبي بعنوان (التعصب الرياضي)، والتقيته بالصدفة في مسقط أخيراً، خلال الكونغرس الخليجي للإعلام، ووقفت معه نتذكر تلك المحاضرة، واستوقفني ما كتبه، ولأهميته أنقله:

مثل غيري من المواطنين، زعلت كثيراً على ما أصاب الكويت في دبلوماسيتها الرياضية، من نكسة مزعجة لا تخلو من سخافة الظلم الذي لحق بصورتها المعروفة، وبوهج دبلوماسيتها الإنسانية، لا سيما بالأسلوب الذي خرج به الفيفا في مكسيكو.

حيث أبقى الاتحاد الدولي لكرة القدم على عقوبة الإيقاف المفروضة بسبب كما يقول الاتحاد التدخلات الحكومية في الرياضة، وصوّت المؤتمر بنسبة %93 على استمرار الإيقاف المفروض منذ 16 أكتوبر عام 2015، ويأتي هذا التصويت غداة مطالبة ممثلين عن الأندية الكويتية »الخمسة« برفع عقوبة الإيقاف، والذين وجهوا الاتهام إلى عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا، الشيخ أحمد الفهد، بأنه يستغل الرياضة لأجل مصالحه الشخصية..

فلا جدال بأن الكويت لا تستاهل التعرض لـ»بهدلة« التصويت، والتهميش الرياضي الناتج عنها، فهذه حالة استثنائية عقيمة، تمس وطناً بنى رصيده على سخائه، في تفهم قضايا الآخرين، وفي تأكيد الإيجابيات والنفور من ممارسات تسبب الأذى لهم، وطناً يرتكز في تواصله مع العالم على حصيلته من القوة الجاذبة، التي يملكها بإيمان وقناعة..

ولكنه شاهد مساره الرياضي تخترقه فتنة المال وفساد السياسة، وإذا ما التقى الاثنان (المال والسياسة) هبطت السدود، وتصدعت الموانع الطبيعية، وضاع التوازن وبرز الارتباك بين الأطراف المتصارعة."

وواصل قائلاً :"لقد تلاشت الحدود والفواصل في سباق التنافس الرياضي، لأننا لم نحسم الأمر في الوقت المناسب، ولأن الهيئة الرسمية المشرفة تخلت عن المتابعة اللصيقة، وصار الميدان مفتوحاً لمن يدخل السباق محمولاً بالمال ومدفوعاً بالغايات السياسية، وقد تسبب هذا الواقع إلى إنزواء أصحاب الكفاءات وابتعادهم عن معارك الرياضة، وترك المجال للصراعات التي زادت حدتها بالإصرار على المناصب، وتولي القيادة وفق خطة تضمن الديمومة وفق قاعدة الأغلبية، ومن هنا حدث تضارب في المفاهيم وفي المصالح وفي المواقف، التي يسعى بعضها إلى التبديل في القيادات الرياضية..

لا سيما في الكرة، الأمر الذي أفضى إلى حروب طاحنة بين التكتلات، ودخل مجلس الأمة عبر وفد شعبي، ذهب إلى المكسيك، طارحاً الرأي الآخر الباحث عن التبديل، ولم يكن قادراً على القفز، على حقيقة التهمة اللصيقة بالكويت، بأن حكومتها تتدخل في الشأن الرياضي، فلابد من علاج سريع يتسم بالحسم والحزم في إدارة الشأن الرياضي، لا تتدخل فيه عوامل المجاملات، مدعوماً بالكفاءات المرنة والمتفتحة عقولها والراغبة في جدية العمل والزاهدة في المناصب".

واختتم مقاله:"في منتصف السبعينات، كنت سفيراً محالاً إلى أميركا الجنوبية، وفي حفل عشاء في بوينس أيريس عاصمة الأرجنتين، وقف أحد الخطباء يرحّب بسفير الكويت القادم من بلد يملك فريقاً متميزاً وفذاً في الكرة، وصاح المدعوون »فيفا الكويت.. فيفا الكويت«، كانت شهادة على حقائق القوة الجاذبة للدبلوماسية الرياضية، هذا صوت من يحلم باستحضار مشهد رياضي مذوق ربطه بواقع الكويت، قبل أن تفسد السياسة مباهج الرياضة".

Email