الحب كله!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهمني الرياضة العربية عامة والخليجية خاصة، لأنها جزء من مسيرتي المهنية، فأفرح لهم وأحزن، إذا وجدت أمراً قد يحزننا، ويبعدنا عن وحدة الصف، التي نتغنى بها كل مرة في قاعات الاجتماعات، وما يهمني، هو أن تملأ الساحة الرياضية الحب ونبعد الكراهية، فقد أرسل لي الصديق المحامي الدكتور يوسف الشريف، عبارة للأديب الراحل نجيب محفوظ تقول (بمجرد أن تخطيء سينسى الجميع أنك كنت رائعاً يوماً ما)!، وقد حرصت أن تكون هذه مقدمتي لمقال اليوم، فلابد أن نكتب كل ما هو جميل وأن نرضي كل الأحبة والأشقاء، وقد جمعتني الصدفة مع اثنين (أحمد ورائد) من عائلة علي مقبول وزير الاقتصاد والتجارة العماني السابق، اللذين يزوران معرض السفر والسياحة بدبي، وخلال متابعتنا لموقعة مان سيتي وريال مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، قالوا لي أين الفرق العمانية من قلبك؟ وهنا تذكرت أيام المرحوم سامي بن حمد البوسعيدي رئيس نادي فنجا العماني السابق، فقد أحببت هذا النادي، بسبب هذا الرجل، وأنتهز الفرصة لأبارك لنادي فنجا حصوله على بطولة الدوري هذا الموسم، وسبب هذا الحب قصة إنسانية، ظلت في ذهني، لا أنساها.

حيث شارك النادي العماني في إحدى البطولات العربية لكرة القدم بنادي النصر بدبي، ومن حسن حظي، أنني قمت بالتعليق على جميع مباريات فريق فنجا، وحقق نتائج متقدمة، وقبل رحيل سامي البوسعيدي عام 88 بحادث سير في طريقه إلى مسقط، منحني، رحمه الله، درع النادي، تقديراً منه لـ»العبد لله«، لموقفي وإعجابه بتعليقي أيام زمان، وظلت هذه الواقعة تذكرني به فأصبح اسم فنجا محبباً لقلبي!

ولكي لا يزعل أبناء الشام، فأنا ميال لنادي الجيش، لسبب واحد، لأنه كان يمثل منتخب سوريا في فترة ما، وأنجب خيرة نجوم الكرة السورية، وأحببنا هذا النادي، لأن العميد فاروق بوظو صديقنا القديم، وتربطنا مع عائلته علاقة طيبة، بدءاً من المرحوم المعلق الراحل عدنان بوظو، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الرياضي، والزميل شجاع الشيخ، ثاني رئيس قسم رياضي بجريدة البيان، والشقيقان أدارا هنا مباريات مهمة في مسابقاتنا المحلية، بجانب مباريات المنتخبين الوطني والعسكري، فظل أبناء الجيش السوري معنا، وأذكر في مايو عام 80، شهدت الإمارات أول مهرجان اعتزال للأخ والصديق النجم السابق أحمد عيسى، وكنت مع المعلق البحريني الله يذكره بالخير محمد النهام، وقمنا بالتعليق على المباراة، وعندما كنت عضواً في مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، ذهبنا سوياً إلى دمشق وأصريت على الذهاب والاطلاع على مقر نادي الجيش.

ولأحبتي في السودان، أقول لكم، أنا متعاطف مع المريخاب، برغم أن أعز أصدقائي من الزولات هلاليون، وأحببت المريخ، بسبب بشارة عبد النظيف وحموري وحامد بريمة والطيب سند وسامي عزالدين وغيرهم، وفي المغرب بالتأكيد أحب ناديي الرجاء والوداد وإن كنت تعاطفت لفترة مع ناد صغير اسمه جمعية سلا في الرباط، لوجود مصطفى محروس فيه، حيث لعب لأهلي دبي موسم 78/79، وحقق معه في نفس الموسم لقب هداف الدوري الإماراتي بـ24 هدفاً، ولعب معه موسماً آخر إضافياً، واليوم هذا النجم يمر بظروف صعبة جداً، بعد أن كان نجما فوق العادة، الله يعينه لظروفه الصحية الاجتماعية، إننا نحتاج إلى التواصل الاجتماعي والحضاري، من أجل »الحب كله«، أكثر من أي وقت مضى.. والله من وراء القصد.

Email