تعلموا من الأهلي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصعب علينا حال فريق الشعب، هذا الفريق الكروي التاريخي، الذي كانت له صولاته وجولاته فيما مضى، بينما حاله الآن لا تسر العدو قبل الحبيب.

يظهر في مبارياته بصورة سيئة ونتائج سلبية، رغم محاولات الإدارة إنقاذ ما يمكن إنقاذه والبقاء ضمن صفوة أندية المحترفين، بالتغييرات التي طالت الجهاز الفني مرتين هذا الموسم، من مدرب مصري في البداية، إلى آخر إيطالي، بعد الاستغناء عن المدرب الوطني، الذي قادهم إلى دوري الكبار، وقرروا »تفنيشه« بجرة قلم؛ لأنهم رأوا أن ابن زامر الحي لا يطرب. وبرغم من جاء بعده، ظل الوضع كما هو عليه!

ولن نزيد من أحزان الشعباوية؛ لأنني أحبهم، ولي معهم ذكريات طيبة، عبر الأجيال الجميلة، التي مرت على تاريخ النادي، الذي أعتز به، ولكن بكل أمانة حزين لما وصل إليه الآن؛ ولكي نتعلم ونستفيد نقدم درساً مجانياً نموذجياً لكل الأندية، حتى نعرف كيف نتصرف عند الأزمات؟

فمنذ أيام قليلة، خسر فريقي المفضل في السعودية فريق أهلي جدة من منافسه الهلال العريق في نهائي كأس ولي العهد لكرة القدم، ولكن انظروا كيف يواجهون الأزمة، خاصة أن أهلي جدة يقدم أجمل العروض وأقواها، ويطلق عليه قلعة البطولات، وصار أحد كبار المنافسين؛ وحتى لا يبتعد ويتأثر، انظروا كيف يعالجون الأزمة ببراعة وبهدوء دون ضجة..

ولا أحد يتصيد، ولا أحد يكره ويحقد ويلعن من يعمل في النادي من إداريين ولاعبين، ويشتم في المواقع ويبرر في شبكات التواصل. فقد أخذ الأهلاوية على عاتقهم واتفقوا على عودة الفريق مرة أخرى برغم أن الخسارة من الزعيم واردة كونه فريقاً كبيراً له مكانته القارية.

امتد حبي للنادي السعودي، من أيام الراحل عبدالله الفيصل، أحد شعرائه المبدعين الذي أثرى أمته بروائع قصائده على كافة الصعد والمناسبات؛ فهو صاحب كلمات »من أجل عينيك عشقت الهوى« و»ثورة الشك« للرائعة أم كلثوم، هذا الأمير الشاعر، طيب الله ثراه، ساهم في تأسيس الرياضة السعودية عامة والأهلي خاصة..

فكان من الذين ساندوا الرياضة في بلاده في أولى أيام ولادتها، ويعد داعماً رئيساً للنادي الأهلي، وهو أحب الأندية إليه، تبناه بعد استقالته من وزارة الداخلية عام 1960؛ ولا ننسى دوره الاجتماعي للنهوض بكرة القدم السعودية؛ فقد كان يتجول بسيارته في أحياء مدينة جدة، ومكة المكرمة لمشاهدة كرة القدم في »الحواري«، وتشجيع المواهب بها، ولا يبخل بالصرف عليها، وتبنى الفرق تبنياً أدبياً (مادياً)؛ فقد أحب الأهلي فأحببنا هذا الكيان العريق منه.

ونعود للخسارة، وفي رأيي هي أمر طبيعي، ولكن من النادر أن نجد الاستقبال الأميري للبعثة الأهلاوية، التي وصلت مطار جدة، بسبب الحالة المميزة من الترابط التي يمتاز بها نادي أهلي جدة السعودي كغيره، فهو يقدم درساً في معنى الرياضة السامي..

وقد لفت انتباهي وانتباه الكثيرين الموقف الإنساني الرائع من الرجل الرائع والرمز الأهلاوي، الأمير خالد بن عبدالله، الذي حرص على استقبال وفد الفريق في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وهذه لفتة تحمل من المعاني الكثير؛ لأهمية الدعم المعنوي بعيداً عن التوتر والعصبية، فهي لحظات هامة يعيشها الأهلاوية، وتمثل بعداً عميقاً زاد من حبي للأهلي..

ومن أرض المطار إلى مقر النادي، كانت هناك تحركات إدارية، بما يضمن استعادة الفريق لحضوره، واستعانوا بخدمات أبناء النادي للاستفادة من خبراتهم الإدارية في الخروج من المأزق، رغبة في إيجاد الحلول المناسبة، ولم يبعدوا أبناء النادي بحجة العبارة الشهيرة »الاحتراف عاوز كده«!! والله من وراء القصد.

Email