دموع بوغازي!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ منذ دخولي عالم الصحافة في أواخر السبعينيات، والعبد لله يسعى دائماً بقدر المستطاع أن أقترب وأتعرف إلى العالمين في هذا المجال، وأتوقف عند (هرم) الصحافة الرياضية في الكويت، وبما أنها من أوائل الدول الخليجية التي تعلمت منها في مرحلة البداية، والتي كانت متطورة، ولكن للأسف، اليوم الإعلام الرياضي في تدهور وتراجع مع الرياضة بصفة عامة.

ولكن تبقى هناك أسماء جميلة من الصعب أن ننساها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الأخ الكبير الأستاذ فيصل القناعي، الرجل الذي لعب دوراً كبيراً في نقل صوت بلده إلى أعلى المستويات، فكان مخلصاً بكل ما تحمله الكلمة من معني، فقد تأثرت كثيراً عندما قرأت عن دموعه وهو يودع كرسي الرئاسة، بعد فترة ليست بقصيرة قضاها بمرها وحلوها..

وكان رجلاً شجاعاً ومحبوباً، فهو صاحب الكلمة الطيبة وقلبه الحنون كالطفل، أحببناه بكل أوقاته خلال تعاملنا معه، وفي كل لحظة أشاهد فيصل، أشعر بأننا ما زلنا بخير، طالما هذه القامة الصحافية الكبرى ما زالت تعمل وتدافع عن كرامة الصحافي، فهو أمين عام جمعية الصحافيين الكويتية، وله دوره وحضوره القوي، يناطح ويتحدى من يقف في طريق الزملاء، لقد قاتل القناعي من أجل زملاء المهنة..

وهذه كلمة حق، وهو يشتهر بيننا باسم (بالعود)، نظراً لضخامة جسمه، ما شاء الله، والكثيرون لا يعلمون أنه ظل حبيساً في الكويت أثناء الغزو الغاشم، وعمل خبازاً يخبز في التنور لأبناء بلده خلال الاحتلال العراقي، لقد دافع عن شعبه وقلمه وزملائه بكل ما يملك، ولم يهرب إلى أوروبا!!

■فهو من جيل القيم، ويُحسب له إسهاماته الإيجابية، فهو أحد رجالات الشهيد فهد الأحمد، طيب الله ثراه، وكان حريصاً على أن يقوي العلاقة بين فهد الأحمد مع كل الصحافيين العرب، فكان يحب الخير للجمع، هذا هو فيصل، لمن لا يعرفه، إنسان جميل ورائع، وقد قامت لجنة الإعلام الرياضي القطرية في ختام جلسة الكونغرس الدولي، بتكريمه كرئيس للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية..

ولم يتمكن أخي الكبير من إمساك دموعه، عندما نقلت له الكلمة بعد سنوات العمل الطويلة، تتجاوز 40 سنة، خاصة أنه في طريقه لترك منصبه في رئاسة الاتحاد الآسيوي، خلال الانتخابات التي ستجرى اليوم الجمعة بالمنامة، لاختيار رئيس جديد من الشقيقة البحرين، ووجدت دموعه تصفيقاً حاراً من الحضور، خاصة أنه نقل معنى الوفاء للمهنة، كشيخ الصحافيين الخليجيين والعرب.

■لم يهبط بالبراشوت، فقد بدأ محرراً صغيراً، حتى أصبح صحافياً كبيراً نعتز بدوره، فقد حقق إنجازاً صحافياً مرموقاً على الصعيد الصحافي، في ختام اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للصحافة، في المؤتمر العام رقم 68، والذي استضافته لأول مرة دولة عربية بمدينة مراكش المغربية، حيث فاز القناعي بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي.

ومن حسن حظي، أنني التقيته أول مرة عام 82 في لقاء جمعني به في اللجنة الإعلامية للاتحاد الخليجي للسباحة، ويبقى فيصل اسماً جميلاً، نشكره بكل حب، ونتمنى له طول العمر والصحة والعافية والسعادة، فهو برغم الظروف الصحية، إلا أنه يقاوم من أجل توحيد كلمتنا في كل المناسبات، فلك الشكر، وما قصرت، وبيض الله ويهك بوغازي.. والله من وراء القصد

Email