ولدت مع " الشباب" !

ت + ت - الحجم الطبيعي

قمت بزيارة أول من أمس، إلى نادي الشباب، حيث تربطني بالإخوة الأعزاء فيه علاقات قوية، تمتد لعشرات السنين، وليس لها علاقة بالمباراة التي خسرها فريق الكرة في الملحق الآسيوي، وإنما للاستفسار عن بعض الجوانب التي تخص عملنا، ومعرفة بعض الجوانب التوثيقية، وقد سعدت بالأجواء الأخوية في نادي الشباب..

حيث وجدت في مدخل الصالة المغلقة للألعاب، مكان تجمع أبناء النادي من لاعبين وإداريين ومحبين قدامى، تربطهم علاقة صداقة متينة، ونادي الشباب في الرياضة الإماراتية، يعد من الصروح الرياضية العريقة، والذي احتفل قبل عدة سنوات باليوبيل الذهبي للنادي، الذي تأسس عام 58، وتكريمه لعدد من قيادات النادي خلال المرحلة السابقة، في يوم مشهود..

وبحضور كافة شرائح المجتمع الأخضر، الذي يعود تاريخه العريق إلى فترة مهمة، وكاسم له مكانته بالنسبة للرياضة الإماراتية عامة، وكرة القدم خاصة، فنادي الشباب اسم ولدت معه في بيتنا القديم، في منطقة ديرة، خلال تلك الحقبة الزمنية من عمر اللعبة، عندما تأسس، وكان له وضعه الخاص بين محبيه ومؤسسيه، حيث كان التنافس الدائم مع خصمه الوحدة، قبل اندماجهما في أوائل السبعينيات، ليصبح الأهلي الحالي، بينما خرجت مجموعة من نادي الشباب، رفضت هذا الدمج، واندمجت مع النادي العربي، والذي أصبح حالياً نادي الشباب العربي..

وكان إضافة قوية لمسيرة الأندية الإماراتية، التي تميزت بعدة جوانب لا بُدَّ أن تذكر، وهي الاهتمام بالجانب الثقافي، وما زلت أتذكر مجلة النادي في فترة السبعينيات، وكان من بين الأندية على مستوى الدولة، التي تبنت فكرة الانتخابات، وهو أول نادٍ يطرح فكرة تشكيل اللجنة العليا، وباختصار، النادي يمثل قلعة رياضية شامخة..

لا يمكننا أن ننسى دور أجياله المتواصلة، التي أصبحت اليوم تسعى جاهدة من أجل عودة الأخضر لمكانته الطبيعية، وكصرح كبير بين الأندية المتنافسة كروياً، والمشهد الجميل الذي وجدته في زيارتي، يؤكد عمق العلاقة بين أبناء النادي الجدد والقدامى، فالمنظر كان جميلاً، نتمنى أن نراه في كل أنديتنا التي افتقد بعضها إلى التجانس!!

وبعد جولة سريعة في القلعة الخضراء، جلست مع الزميل مطر سرور المدير التنفيذي للنادي، أستمع منه عن خطط وتصورات النادي المستقبلية، فالرجل يعمل في هدوء وصمت، ويعجبني في أنديتنا، أنهم أعطوا الفرصة لأبناء النادي لتولي مهمة الإشراف الإداري، وبالمناسبة، اسم الشباب والوحدة، من الصعب أن أنساهما، فطفولتي تذكرني بكل شيء جميل عنهما، ومسيرة النادي الأخضر التاريخية نعتز بها، حيث أسس أكاديمية من أجل تشجيع محبيه والانضمام إلى أكاديمية الكرة، فهذه الأفكار الخضراء، تفتح باب المحبة بين كل أطرافه من أجل مصلحة النادي..

وحضور أبناء الشباب القدامى، بالذات مع المجموعة الحالية، لا شك أنه سيكون مكسباً للرياضة عامة على خريطة الرياضة المحلية، وذكرتني هذه الجولة، عندما كنا نذهب إلى النادي لتغطية الأخبار، قبل أكثر من 30 عاماً، وحضور اجتماعات الجمعية العمومية التي اشتهر بها في تلك المرحلة، وتحديداً في الثمانينيات، وما صاحب تلك المرحلة من تداعيات!!..

ويهتم النادي بالجانب الاجتماعي، بجانب أكاديمية الصغار التي تعد من أفضل الأكاديميات على مستوى الدولة، بل الآن يفكرون في إقامة مستشفى رياضي تخصصي ينافس (اسبيتال) في أكاديمية اكسباير بالدوحة، بتحويل المبني الإداري القديم إلى عيادة متكاملة، بجانب أفضل نادٍ خاص للياقة البدينة موجود حالياً بالدولة، وهو أحد استثمارات النادي.. باختصار، سعدت كثيراً بهذه الزيارة، لأنني ولدت وخرجت إلى الحياة، واسم الشباب أمامي.. والله من وراء القصد.

Email