حرقوا تاريخ النادي!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■أحب التوثيق والتأريخ، فقد أصبح ذلك جزءاً هاماً في حياتي، ومن يحب القديم يعرف قيمة المستقبل، فقد تعودت أن أحافظ على القيم والموروث، وكل شيء يذكرني بالزمن الجميل، وكم أتمنى أن أرى في أنديتنا التي تصرف المئات من الملايين، وتغرف من البحر، وتهدر الأموال، كأنها «تسونامي الصرف»، أن تفكر لو قليلاً في تاريخها وتاريخ من أنشأ هذه الأندية، من خلال متحف صغير، تضع فيه الأوراق والمقتنيات الخاصة بالنادي، لكي نحافظ على هذا التراث، ولا نرميه في الشارع، أو في سلة المهملات، كما حدث للأسف الشديد في أحد الأندية، عند زيارتي له قبل أيام، وفوجئت أن كل الأوراق والصور، قامت مجموعة بحرقها بدون أي أسباب، وقد حزنت حزناً شديداً، عندما استمعت إلى رجل مثقف، وهو يحمل شهادة دكتوراه، ويتولى الإشراف الثقافي في النادي، وهو يتحدث بحسرة وبحرقة عن ذلك، وبصراحة، قلبي تقطع، وتأسفت على ما سمعته، وظلت أفكر فيه ليومنا هذا، لماذا يحرق هؤلاء تاريخ النادي العريق، لمجرد أنهم خرجوا منه!!

■تعيش الدوحة القطرية، أياماً صحافية رياضية جميلة، حيث افتتح معرض مقتنيات قدامى لاعبي الريان، الذي تنظمه لجنة قدامى اللاعبين، تحت شعار «مسار الشموخ»، حيث يحتوى المعرض على الكثير من الصور والجوائز والكؤوس التي حصل عليها النادي على المستويين الجماعي والفردي، فالريان أول نادٍ زارنا في منتصف الستينيات، ولعب بدبي والشارقة، ولديه أول ملعب نجيل طبيعي في الخليج، والأمر الإيجابي، هو تعاون أبناء النادي.

حيث نجح اللاعب الكبير وثعلب الكرة القطرية السابق، منصور مفتاح، والحارس العملاق يونس أحمد، في جمع كمية كبيرة من مقتنيات اللاعبين من كؤوس وملابس ودروع، مع مساعدة الأندية الأخرى، وهذا نادراً ما نراه، أن تقدم أندية أخرى صوراً لنادٍ في نفس البلد، فليست هناك حساسية، إنما تاريخ يقول كلمته ولا يزور الحقائق، وقام أبناء النادي بإصدار كتابين بالمناسبة، ووجهوا الدعوة لكل من عبد المنعم الحاج وصالح يوسف، وهما المدربان العربيان الوحيدان اللذان حققا للريان بطولة الدوري، وهناك توجّه بأن يتم الاتفاق على تأسيس جمعية عربية على مستوى اللاعبين القدامى، وتضمن المعرض أكثر من جناح.

حيث ضم الجناح الرئيس، مجموعة من صور رؤساء نادي الريان على مدار تاريخه، من بينهم محمد بن همام، والصور القديمة التي تحكى تاريخ الريان، وأبرز المباريات الشهيرة في مسيرة النادي، وكانت مجموعة من الصور والأدوات الخاصة، عندما كانوا في الملاعب، إلى جانب الأحذية التي لعبوا بها قبل اعتزالهم الكرة، وأيضاً الجوائز الكثيرة التي حصلوا عليها، وهو ما أتمنى أن يقام ونراه في أنديتنا و«العبد لله»، على استعداد تام للمساهمة بقدر الإمكان مستقبلاً، وإن كانت الرغبة موجودة في أكثر من نادٍ، ولكن مباريات الكرة الساخنة وأحداثها شاغلة الجميع، وجميع الإداريين هذه الأيام، يلهثون وراء الكرة، وتركوا بقية الألعاب والأمور الأخرى وراء ظهورهم، إن معرضاً وثائقياً في الأندية، سيكون رسالة إلى لاعبي المستقبل، تتمثل في أنهم عندما يشاهدون هذا الاهتمام بالمقتنيات، من المؤكد سيحافظ كل منهم على كل شيء يحصلون عليه خلال مسيرتهم الكروية، ويكون ضمن متحف النادي بعد أن يتركوا المستطيل الأخضر.. والله من وراء القصد.

Email