نحن أحرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تنعقد اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، التي تمثل المرآة الحقيقية للرياضة في العالم، وليس في المنطقة، والصحافة هي سيدة الموقف، ولها كلمتها واحترامها، لا تقبل أن تهان.

والدليل أن نواب البرلمان الصربي، صوتوا أول من أمس، لصالح عزل وزير الدفاع، بعد أن تفوه بتعليق على صحيفة ما، ووصفه منتقدو الحكومة هناك، بأنه أظهر في تصريحه قلة احترامه وسائل الإعلام، وقد حرصت على أن أبيّن مدى قيمة الكلمة أمام المسؤولين الكبار.

ولأن العمل والنشاط والتحرك الجاد تنقله الصحافة، إذا كان لديك فريق عمل على مستوى عال، تستطيع أن تلفت انتباه الصحافة العالمية، فقد تناقلت وكالات الأنباء خبراً، نشرته الصحافة أول من أمس، وندرك أهميته، لأن الصحافة تكشف المستور و«المستخبي»، فهي من واجبها كشف كل ما يحتاج إليه المجتمع، فلم تعد هناك أسرار، فاليوم نحن في زمن مفتوح على الهواء مباشرة.

والواجب علينا ألا نتجاوز الخطوط الحمراء، ونخرج عن القانون، فالصحافة لها موقفها، ولها رأيها، ولها وجهة نظرها، وهذا ما يميز عملها عن غيرها، لأنها تعبر عن القضايا المختلفة، لتوصله إلى الرأي العام، والشارع والساحة، فالصحافة هي عيون الناس.

خبر صحافي قرأته، وأتوقف عنده، وهو أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تلقى دعماً كبيراً لحملته لرئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا) من الاتحاد الأفريقي، الذي أعلن تأييده ووقوفه إلى جانب المرشح الآسيوي في الانتخابات المقبلة.

وقال سوكيتو باتل نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للصحافيين، إن سلمان وهو شخصية بحرينية بارزة هو مرشحه المفضل في الانتخابات، التي ستجرى في زيوريخ بسويسرا في 26 فبراير الجاري، ويعد هذا مكسباً كبيراً لمرشحنا الآسيوي، حيث يضم الاتحاد الأفريقي للعبة في عضويته 54 عضواً.

ويحظى الشيخ سلمان بالفعل بدعم الاتحاد الآسيوي الذي يرأسه حالياً، بينما يحظى أقرب منافسيه السويسري جياني إنفانتينو الأمين العام للاتحاد الأوروبي، بدعم اتحاده القاري، إلى جانب دعم أعضاء اتحاد أميركا الجنوبية، والبالغ عددهم 10 أعضاء.

ولا شك في أن هذه الثقة مهمة جداً في طريق الصراع عل كرسيّ بلاتر الرئيس السابق، الذي يبدو أنه خرج ولن يعود، فما قام به تجاه الأخ محمد بن همام، تشاء الظروف أن يذوق من مرارة الكأس نفسها، وتطير رقبته، بعد سلسلة من الفضائح داخل منظمة «الفيفا»، ونرى أن هذا التأييد القوي، الذي وجده ابن الخليج، يعني أن هناك دفعة قوية للغاية لحملة ترشحه، وقد لعبت الصحافة المساندة دوراً كبيراً في فوز بن سلمان برئاسة الاتحاد الآسيوي.

وبعد أيام ستقوم البحرين وتحديداً اعتباراً من 11 الجاري، بتنظيم حدث آسيوي للصحافة الرياضية، يترشح فيه أحد معاونيه، للفوز بمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وهو الزميل محمد قاسم، أحد الشباب الجدد، حيث سيتولى المهمة بعد الرعيل الأول من الصحافيين، وقد حان الوقت لأن يأخذ الشباب فرصتهم في كل المواقع محلياً ودولياً.

وهذا نتاج طبيعي، بأن نرى اليوم الشاب المتعلم والمتسلح بالثقة والثقافة، ليكون هو لاعب المرحلة المقبلة، بشرط أن يكون على قدر المسؤولية وأهلاً للثقة، وما لفت انتباهي إلى خبر الاتحاد الأفريقي بترشيحه للشيخ سلمان، أن الأفارقة قالوا كلمتهم، بينما نحن أحرار، نعطي صوتنا لمن نعطيه..

والله من وراء القصد.

Email