أنا قدساوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

*أحب القادسية الكويتي منذ الطفولة، لأنني كنت متعلقاً بالإذاعة الكويتية من زمن بعيد، أتابع الدوري وأستمع للمعلقين القدامى أمثال الحربان وجاسم مجلي وصادق بدر وعبد الرحيم فخرو والمفتاح وغيرهم من الزملاء من الزمن الجميل، فتعلمت التعليق من استماعي لأصوات هؤلاء المعلقين الذين كانوا يدخلون بيوتنا بدون استئذان، وللعلم فإن المعلق التونسي الرائع عصام الشوالي قال في محاضرته في ملتقى الإعلامي الخليجي الثالث في البحرين مؤخراً، إنه تعلم التعليق واللغة الإيطالية من خلال استماعه الى الإذاعة الإيطالية في تونس، ومن هنا كانت البداية لنجم التعليق العربي حالياً بدون منازع، كما أن الإعلام الكويتي كان الوحيد الأكثر انتشاراً على مستوى المنطقة، والإذاعة أهم وسيلة إعلامية لمتلقي الرسالة، وليت قومي يعلمون مدى أهميتها، ولكن للأسف نسيناها بحجة الركض وراء الشاشة!

*ونعود الى القادسية المفضل لي في الكويت، فقد سعدت بفوزه القاري وتتويجه بطلاً لكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على فريق اربيل العراقي 2/4 بركلات الترجيح في المباراة النهائية.

التي أقيمت على استاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب أول من أمس، والتي شهدت لقاء قادة الرياضة الآسيوية الكبار في صالة كبار الحضور، التي جمعت الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي ويوسف السركال رئيس اتحاد الكرة، وعيال الشهيد د.طلال وخالد الفهد، فكانت أرض زايد الخير محطة للأجواء الأخوية الرائعة التي تربط أبناء الخليج، لأن مصيرنا واحد، ونبارك للقادسية الذي حول الحلم إلى حقيقة وتوج بطلاً وكسر حاجز النحس الذي لازمه، عندما خسر مرتين الأولى أمام الاتحاد السوري في عام 2009 والثانية أمام شقيقه نادي الكويت، ولي مع القادسية قصة طريفة تعالوا نعود بالذاكرة ونحكيها، في منتصف الستينيات خرجت لأول مرة خارج حدود الوطن عبر باخرة نقلتني مع جدتي، رحمة الله عليها، في زيارة إلى الكويت واستغرقت الرحلة على الباخرة تقريبا ثلاثة أيام مرت فيها بدولة قطر أولاً، ثم البحرين واليوم الثالث استقرت في الكويت وهناك في منطقة حولي شاهدت عيني أول مبنى رياضي، كان مقراً لنادي القادسية الكويتي، وفي تلك الفترة كان العديد من الرعيل الأول من الرياضيين بالدولة يدرسون هناك، ويمارسون هوايتهم المفضلة الكرة، ويشكلون فرقاً شعبية في المناطق السكنية، ثم يعودون الى أرض الوطن يحملون معهم شعارات و"فانيلات" لتشكيل فرق كروية في مناطقنا المختلفة بالدولة.

بخلاف أن الكويت كانت مصدر الرزق للكثيرين، وقد برز العديد من أبناء الإمارات مع الفرق الكويتية أمثال زيد ربيع (القدم) وربيع ابراهيم (كرة اليد) وعبد الرحمن الحساوي (السلة والسباحة) ومظفر الحاج، في فترة الستينيات بل إنهم اختيروا لتمثل الكويت في العديد من الدورات العربية، وأتذكر من خلال بحثي التوثيقي عن الرياضة الإماراتية أن المربي الفاضل ناظر مدرستنا ثانوية دبي والموجه السابق في وزارة التربية محمد مطر العاصي، شارك في البطولة العربية الأولى لكرة الطاولة عام 69 ، قبل قيام الاتحاد في الكويت، وحصل على أول برونزية في اللعبة، ولايزال يحتفظ بها في منزله بمنطقة المزهر بدبي.

* وأعود وأكرر أنني قدساوي، وتربطنا بالكويت الحبيبة علاقات ثنائية تاريخية الجذور ثقافيا ورياضيا واجتماعياً، بدأت من مجتمع البحر حيث اعتمد عليه أبناء الخليج في كسب رزقهم وزاد بعدها التواصل التجاري، وبعدها عصر البترول، ولا شك أن العلاقة البحرية لها أثرها الكبير على طبيعة العلاقة على البلدين، حيث كانت الإمارات تمثل منطقة عبور «ترانزيت» بالنسبة لمنطقة الخليج منذ القدم، وترسخت وزادت علاقات الترابط والتلاحم مع الأيام.. والله من وراء القصد.

Email