دعونا نتحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

* لحظات جميلة عشناها، ونحن نتابع افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في انشيون الكورية أول من أمس، وسعدنا بكلمة الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، التي دعا فيها كل الرياضيين والحضور إلى التوحد من خلال الرياضة، وتحقيق شعار آسيا الموحدة، وممارسة هذه الرياضة بشغف كبير، خلال أيام الدورة.

ومثلما كان الرئيس سعيداً بهذا التجمع القاري الكبير، فنحن أيضاً كنا أكثر سعادة بأن نرى 45 لجنة أولمبية ممثلة في هذا العرس الرياضي، وقد لفتت الكلمة المعبرة لرئيس المجلس الأولمبي الانتباه .

وتحدث بلغة الساسة الكبار (نريد منكم أن تسعوا لتأسيس علاقة شراكة جيدة، وأن تتعلموا الكثير من الثقافات الآسيوية، أنتم أصدقاء قارة آسيا وأصدقاء العالم)، وقد أبدى وفدنا الإداري ارتياحه لاستعدادات مدينة انشيون لاستضافة هذا الحدث، بمشاركة كل الدول الآسيوية التي يبلغ عدد سكانها نحو 4.5 مليارات.

فخصصت منشآت حديثة بمواصفات فنية عالية، إلى جانب قرية أولمبية ومراكز إعلامية وبث تلفزيوني، بأحدث التقنيات، بعد أن تغلبت كوريا على المشكلات السابقة، ونجاح تجربتها في دورات كبرى عدة، منها تنظيم ثلاث أسياد وأولمبياد عام 88، فقد حرصت على أن تقيم معظم الفرق وأن يكون مقر إقامة الاجتماعات، قريباً من بعضه البعض، فقد عقد صباح أمس اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي بحضور إماراتي.

* والشيء الذي لاحظناه أثناء حفل الافتتاح، هو أن اللجنة المنظمة العليا، خصصت دقائق عدة للتحدث عن أماكن الخروج من ناحية السلامة، تحسباً لأي طارئ لا قدر الله، فأمن وسلامة وصحة الوفود ومتابعي الدورة أمر مهم وضعته اللجنة المنظمة العليا في الحسبان، وليتنا نتعلم كعرب، هذه الثقافة الحية التي تابعناها على الهواء مباشرة.

ويبدو واضحاً للعيان أن كوريا الجنوبية، أحد أبرز الدول الصناعية الكبرى التي تفتخر بمشاريعها العملاقة، وتعتبر أن الرياضة جزء مهم في استراتيجيتها، وقد عملت بكل جهد جبار، لاستضافة الألعاب بأفضل شكل ممكن، ويعتبر الكوريون ضيوفهم شركاء في النجاح، لهذا نجدهم يقدمون كل ما تطلبه الوفود وفق اللوائح والقوانين.

وقد لعبت هذه الدولة دوراً محورياً في المساهمة بتطور الحركة الرياضية الأولمبية وبأهمية سلاح الرياضة وقدرتها على توحيد القارة الآسيوية، معربين عن فخرنا عندما نجد أن من يقود العمل في هذه الدورات، أحد أبناء الخليج العربي، كما أن هذه الدورة قدمت نموذجاً في كيفية تقارب الرياضة بين الشعوب.

ويكفي أنه عندما دخل الوفد الكوري الشمالي، العدو اللدود لكوريا الجنوبية، وانقطاع العلاقة بينهما قرابة عشرين عاماً، صفقت الجماهير للوفد الشمالي لحظة دخوله الملعب الأولمبي في طابور العرض، بحفل الافتتاح، إنها بالفعل دورة ليست فقط رياضية، بل هي محور مهم في إرساء السلام والثقافة وجمع شباب القارة معاً كل أربع سنوات.

وشعار آسيا الموحدة طبقته كوريا الجنوبية مع جارتها الشمالية، في ألعاب انشيون، وباعتبار أن مشاركة الشماليين تشكل إضافة جيدة لهذه الدورة، وتروج للسلام والانسجام في شبه الجزيرة الكورية، قد فاجأ الفهد الكوريون عندما تحدث بلغتهم، مما أشعل حماس المتفرجين، داعياً إلى تأسيس علاقة شراكة جيدة وتعليم الثقافات الآسيوية، حقاً الرياضة الأولمبية غير..

والله من وراء القصد.

Email